mardi 30 décembre 2014

لا تدع على أولادك















لا تدع على أولادك مهما إشتد غضبك إلا بالصلاح والهداية فإن دعاء الوالد مستجاب على ولده





الغذاء في الكتاب و السنة







الغذاء في الكتاب و السنة 

{يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} الأعراف
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ عَطَاء الْخُرَاسَانِيّ , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله :{ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ } فِي الطَّعَام وَالشَّرَاب .
ثبت الآن أن الإنسان مبرمج ، مصمم على الاعتدال ، إذا كان معتدل أجهزته تكفيه مدى الحياة ، كل أعضائه ، وأجهزته ، وحواسه ، يمكن أن تكون معه إلى آخر أيامه ، بشرط الاعتدال في الطعام والشراب ، وحتى في المباحات ، ففيها اعتدال ، لأنّ الإسراف في المباح له مضاعفات خطيرة .


يفرّق بين الصبيان في المضاجع لست سنين



من الصفات الفاضلة والملكات الإنسانية القيمة : العفة. إنها تدعو الفرد إلى الإتزان في الإستجابة لميوله الجنسية، وتحفظه من التلوث الإنحرافات المختلفة. على الوالدين أن بنميّا هذه الفضيلة الخلقية في الطفل، يوهتما بنشوئه على ذلك في كل مرحلة من مراحل حياته. 
في قبال ذلك نجد أن الغريزة الجنسية تعتبر من أقوى الغرائز عند الإنسان. إن المآسي والمشاكل التي تصيب الفرد من هذا الطريق والميول المكبوتة والرغبات التي تصيب الفرد من هذا الطريق والميول المكبوتة والرغبات التي لم تلاق استجابة صحيحة تستطيع أن تولد في النفس الإنسانية عقداً عظيمة ، وتؤدي الى مفاسد وانحرافات ، وجرائم وخيانات وحوادث قتل وغارت... وفي بعض الأحيان تتسبب في ظهور مرض روحي أو تنتهي الى الجنون. 
إن مسألة الإستجابة للغريزة الجنسية وكيفية إرضاء الميول المتعلقة بها من أهم المسائل العلمية والدينية. لقد أدلى علماء البشرية على مر القرون الطويلة، نظريات مختلفة حول هذا الموضوع، وقد ارتطم بعضهم بمشكلة الافراط أو التفريط في أفكاره. تتميز الأمم والشعوب في اعالم بأساليب خاصة في الاستجابة للغريزة الجنسية، وتختص بعدات مختلفة في ذلك. أما في العصر الحديث فقد اتخذ الميل الجنسي لوناً جديداً، وحصل على أهمية أكبر من السابق. إن الطبقة الواعية تعتبر هذه المسألة من مسائل العلوم الحياتية، والإجتماعية ، والنفسية، والطب النفسي، والتربية والتعليم وتجري البحوث العميقة حولها. 
... وللإسلام نظرته الخاصة في هذه الغريزة القوية، منهجه الفريد في الإستجابة لها، وقد استوعب ذلك عشرات التعليمات والوصايا المهمة في كيفية الإتزان في إرضاء الميل الجنسي، والوصول الى الأسلوب الأمثل الذي يجنب صاحبه الإنحراف. 
إن البحث التفصيلي الكامل في هذا الموضوع يحتاج الى وقت طويل ويستغرق عدة محاضرات، ولما كان يحتل مكانة سامية في تربية الطفل من الناحيتين : الدينية والعلمية، فسنخصص محاضرتنا هذه بذلك، متطرقين الى أمهات القضايا بصورة مضغوطة. 

الغرائز والحرية المطلقة : 
يعترف جميع العلماء من مختلف الأمم والشعوب بضرورة تعديل الميول والغرائز لضمان النظام الاجتماعي واستمراره على أسس من التعاون والإنسجام ويؤمنون بأن استجابة كل فرد لميوله ورغباته يجب أن تكون محدودة وتابعة لمقياس صحيح. 
هناك تضاد حتمي بين الميول النفسانية والمصالح الإجتماعية في كثير من الأحيان، ولا طريق لإستمرار المدنية وحفظ النظام الإجتماعي بغير التخلي عن الميول اللامشروعة. إن الإنسان مضطر الى التخلي عن فكرة الحرية المطلقة. تجاه رغباته وأهوائه في الحياة الإجتماعية، ويرى نفسه مندفعاً بصورة تلقائية ـ الى جعل استجابته لغرائزه محدودة بإطار المصلحة العامة للأفراد الذين يعيشون معه في المجتمع. تزكية النفس : 
ترى المدينة الإسلامية أن الناس مقيدون في إرضاء غرائزهم والإستجٍابة لميولهم ، كما ترى المدنيات المادية ذلك، مع فارق كبير هو أن المدنيات المادية تهدف الى ضمان الإستقرار المعيشي للإنسان، ولذلك فإن ترك الحرية في الإستجابة للغرائز إنما يتحدد بإطار المصالح المادية، والحفاظ على النظام الإجتماعي... في حين أن المدينة الإسلامية تهدف الى امرين : أحدهما الحفاظ على النظام في الحياة المادية، والآخر الوصول الى الكمالات الروحية وإحراز الصفات الإنسانية العليا.
إن إحراز المقام الشامخ في الإنسانية لا يتيسر بضبط النطام المادي في المجتمع. فمن يرغب في الوصول الى هذا الهدف العظيم عليه أن يهتم بتزكية نفسه وتطهيرها من الجرائم والآثام، ويعمل على بلوغ الدرجة التي يستحق معها إعتباره إنساناً واقعياً في ظل الإيمان بالله وإلتزام المثل العليا. وكما إن استقرار النظام الإجتماعي وضمان حقوق الآخرين يتطلب من الإنسان أن يقيد غرائزه، كذلك الوصول الى الكمال الإنساني وبلوغ مرحلة القيم والفضائل فإنه لا يتيسر إلا بتقييد هوى النفس والتخلي عن الرغبات اللامشروعة. 

الدين والمدنية : 
إن التضاد الذي قد يلحظ أحياناً بين التعاليم الدينية والمدنية المعاصرة ناشيء من هذا الاختلاف في الهدف. فالتعاليم الدينية ترى أن كل عمل يخالف المصلحة الإجتماعية أو يتنافى والسعادة الفردية فهو محرّم، وبعبارة أخرى لا يجوز لأي فرد أن يقوم بعمل من شأنه الإضرار بمصلحة المجتمع أو يتصادم مع سعادته الفردية. أما في المدنية المعاصرة فإن كل فرد يعتبر حراً في الأفعال التي لا تتصادم مع النظام الإجتماعي ولا تتضمن الإضرار بالآخرين والتجاوز على حقوقهم، حتى لو كان ذلك العمل مضراً بسعادته كشرب الخمر، والقمار، والزنا، والإنتحار. هذه الحرية هي التي سببت المآسي والمشاكل في عالم الغرب. 
وبهذه المناسبة يقول الدكتور ( الكسيس كارل ) : 
« يجري كل فرد في حياته حسب ذوقه الخاص. إن هذا الميل فطري في الإنسان، ولكنه في الدول الديمقراطية قد بلغ أشد ما يمكن حتى أدى إلى نشوء أضرار كثيرة. إن فلاسفة عصر النور هم الذين وضعوا أساس هذه الحرية المطلقة في أوروبا وأمريكا، وسخروا من المنطق وأصوله بإسم المنطق وأعتبروا كل إلزام أو تقييد أمر غير معقول. ومن هنا بدأت المرحلة الأخيرة من الحرب ضد القواعد والأسس التي كان يجري عليها أسلافنا في حياتهم، والتي كان يلزم بها الأفراد جميعاً طيلة آلاف الأعوام حسبما توصلوا إليه من تجاربهم وعلى ضوء الأخلاق والآداب الدينية » (2). 
الأحرار : 
لا شك أن الغريزة الجنسية تتطلب الإستجابة لها وإرضاءها كسائر الغرائز، وعلى كل فرد أن يشبع هذه الغريزة وفقاً لقانون الخلقة. ولكن النقطة الجديرة بالإهتمام هي أن الشهوة يجب أن تكون مسخرة للإنسان، لا أن يكون الإنسان مسخراً لشهوته. 
إن الذي ينقاد لرغباته وأهوائه ليس حراً، بل هو عبد ذليل لشهوته. إن الأحرار هم الذين يستطيعون السيطرة على حب المال والجاه والشهوة بقوة الإيمان والعقل، وفي ظل الأخلاق والفضائل. 
وفي هذا يقول أمير المؤمنين عليه السلام : 
1 ـ « من ترك الشهوات كان حراً » (3). 
2 ـ « عبد الشهوة أقل من عبد الرق » (4). 
3 ـ « أعدى عدوّ للمرء غضبُه وشهوتُه. فمن ملكهما عظمت درجتُه وبلغ غايته » (5). 
العفة الجنسية : 
والعفة الجنسية من الميول الإنسانية العليا، التي يتعهد المربي بتنميتها في نفس الإنسان حسب الأساليب التربوية الصحيحة. إن أثر هذه الفضيلة الحقيقية هو الرقابة على الغريزة الجنسية فعندما تطغى الشهوة وتحاول أن تدفع الفرد اإلى الإعتداء والإنحراف، تقف العفة كسد محكم في قبالها وتمنعه عن الإنزلاق في المهواة السحيقة، فينجو عن الإنهيار الحتمي والإنحراف الخلقي أما الأفراد المحرومون من هذه الفضيلة السامية فإنهم معرضون للسقوط والإنهيار في كل لحظة، وإذا دفعتهم حوادث الدهر إلى شفا جرف من الفساد والضلال فقلما يستطيعون إنقاذ موافقهم، وتدارك الأخطار المحتمة التي ستصيبهم. 
إن أساس العفة يجب إن يصب كسائر الميول الفطرية عند الإنسان منذ دور الطفولة. على الوالدين أن يستفيدا من هذا الدور، ويوجدا هذه الفضيلة في ضمير الطفل قبل أيام البلوغ. 
إن السلوك الممتاز للوالدين العفيفين، وكذلك العوامل المساعدة التي يقومان بتهيئتها في جو الأسرة للأطفال لغرض تنشئهم على العفة، أحس السبل لترسيخ هذه الفضيلة في نفوسهم. 
لقد اهتم الإسلام بهذه القاعدة الخلقية في منهاجه التربوي اهتماماً بالغاً. ولأجل أن ينشأ الأطفال المسلمون على العفة والطهارة أوصى الوالدين بتعليمات قيمة. وسنتعرض في هذه المحاضرة الى طائفة منها إن شاء الله، ولكن من المناسب أن نوجه أذهان القراء الكرام إلى نموذج من البحوث العلمية للعلماء حول أص الميل الجنسي. 
ينبوع الحب : 
لا شك في أن الغريزة الجنسية من أقوى الغرائز البشرية. ليس المراد من الغزيزة الجنسية في الإصطلاح العلمي الحديث هو الميل للإتصال الجنسي بين الرجل والمرأة فقط ، بل المقصود من ذلك معنى أوسع لا يعتبر الميل للإتصال الجنسي إلا مظهراً من مظاهره. 
يرى العلماء أن الغزيزة الجنسية بمنزلة ينبوع للحب والحرارة، خُلق في باطن الإنسان منذ البداية. ففي أيام الطفولة والأعوام التي قبل البلوغ يجري هذا الينبوع في بعض المجاري الدقيقة، ويبدي شيئاً من الحرارة الكامنة فيه. أما في أيام البلوغ فإنه يظهر باندفاع أشد، وحرارة أقوى فتضطرم نيران الغريزة الجنسية في مزاج الشاب، وتؤدي الى تحول عظيم في روحه وجسمه. 
تنمية مواهب الطفل : 
يتولد الطفل من أمه وهو يملك موهبة التكلم، والتفكير. ولأجل التنمية الصحيحة لهاتين الموهبتين يجب إلتزام منهجين كاملين: أحدهما المنهج الطبيعي، والآخر المنهج التربوي. 
أما في المنهج الطبيعي فلا بد من كون جميع عوامل نمو الطفل سالمة حتى يستطيع اللسان والمخ من مواصلة سيرهما التكاملي في ظل نشاطات تلك العوامل، وبذلك تتفتح المواهب الكامنة وتخرج الى حيز الوجود. فإن توقف اللسان أو المخ عن النمو على أثر مرض أو علة أخرى فإن الطفل يبقى أبكم وغير قادر على التفكير. 
أما في المنهج التربوي فتحتاج التنمية الصحيحة لموهبة التكلم و التفكير الى مرب قدير يراقب لسان الطفل و مخه و يهديهما نحو الطريق الصحيح فيجنب لسانه عن الباطل و الكلام البذئ، و يصون مخه عن الانحراف في التفكير، و طروّ العقائد الخرافية عليه. 
كذلك الاستعداد للنشاط الجنسي موجود في الطفل منذ البداية. ولا بد من وجود عوامل طبيعية تنمي هذه الغريزة طبقاً لسنن الخلقة، وتخرجها الى حيز الوجود بالتدريج. كما انه لا بد من عوامل تربوية تقود تلك الغريزة نحو الطريق الصحيح وتحفظها بمنجى عن الإنحراف والفساد. 
إن الأبوين الفاقدين للعفة، واللذين لا يتورعان عن التكلم بالعبارات البذيئة أمام طفلهما، أو يرتكبان الأفعال المنافية للعفة أمامه بوقاحة، يقودانه نحو الإنحراف والفساد، ويعودانه على الاستهتار واللامبالاة منذ الصغر. 
الإنسجام بين التربية والطبيعة : 
إن القاعدة الأساسية في التربية الصحيحة عبارة عن الإنسجام التام بين المناهج التربوية والقوانين الطبيعية. على الآباء والأمهات أن يسيروا حسب قوانين الفطرة في تربية اطفالهم خطوة خطوة، ويربّوا الطفل على الأسس الفطرية. فمثلاً يختلف الغذاء المناسب للطفل قبل ظهور الأسنان في فمه عنه بعد ظهورها. وعلى المربي أن يسير في أسلوب تغذية الطفل ونوع الطعام الذي يلائمه وفقاً لقانون الخلقة، ويثبت منهاجه الغذائي على الموازين الطبعية والتكامل التدريجي للطفل. إن الرغبة في اللعب من الأمور الفطرية عند الطفل. وعلى المربي أن يجعل منهاجه التربوي منسجماً وهذا الميل الفطري فيعوّده على الألعاب السليمة والبعيدة عن الأخطار. 
والغريزة الجنسية من أهم الأمور الفطرية عند الطفل. هذه الغريزة تسلك طريق تكاملها ونموها في ظل سلسلة من القوانين والقواعد الطبيعية الدقيقة، وتمر بمراحل عديدة وفقاً لمنهاج الفطرة حتى مرحلة البلوغ. 
ولكيلا يصاب الأطفال بالإنحراف الجنسي، بل ينشأوا على العفة والنزاهة، يجب على الآباء والأمهات أن يخضعوا أطفالهم الى رقابة واعية بواسطة منهاج تربوي سليم يتماشى والمنهاج الفطري... وبذلك يستطيعون أن يقودوهم نحو الطريق المستقيم المؤدي الى السعادة والفلاح. 
« لقد بات من الأمور المتسالم عليها في الآونة الأخيرة أن النشاط الجنسي عند الأطفال يظل جامداً بين السادسة والثانية عشرة من أعمارهم، وكما يقول علماء التحليل النفسي فإن هذه الفترة هي فترة ضمور. في هذه الفترة تحصل علاقات بين الأولاد والبنات أو بين الأطفال من جنس واحد، قائمة على الحب ولكنها بعيدة كل البعد عن الشهوة. أما القوة الجنسية المحركة فإنها تستيقظ في مرحلة البلوغ بأقوى ما يمكن. وقيل هذه المرحلة فإن هذه النار بالرغم من وجودها ، مختفية تحت الرماد ، لكنها منذ هذه المرحلة تأخذ بالاندلاع وإبداء مظاهرها المختلفة » (6).


نلاحظ في هذه الفقرة المقتبسة ثلاث نقاط جديرة بالإنتباه : 
الأولى ـ أن الفترة الواقعة بين السادسة والثانية عشرة عند الأطفال فترة خاصة من الناحية الجنسية. 
الثانية ـ أن الغريزة الجنسية في هذه الفترة كالنار المستورة بالرماد، أما في دور البلوغ فإن الرماد يتنحى وتندلع ألسنه النار. 
الثالثة ـ إن قانون الخلقة يقضي بأن يكون النشاط الجنسي جامداً ومضمراً في الأعوام الواقعة بين السادسة والثانية عشرة. 
هذه النقاط الثلاث مما تعترف بها المدرسة الفرويدية، ويذعن لها سائر العلماء والباحثين. وإذا عدنا الى ما ذكرناه آنفاً من ضرورة انسجام الأساليب التربوية مع القوانين الطبيعية، فإن أفضل المناهج التربوية في كيفية توجيه الغريزة الجنسية في الفترة الواقعة ببين السادسة والثانية عشرة هو المنهج الذي ينسجم وضمور النشاط الجنسي، حيث تكون علاقات الحب بين الأطفال منزهة من شائبة الميل الجنسي. 
وبعبارة اوضح: فإن المنهج الطبيعي في الأعوام السابقة على البلوغ يقضي بإختفاء الميل الجنسي وجموده... إذن يجب أن يكون المنهج التربوي منسجماً مع قانون الطبيعة، ويساعد على هذا الجمود والضمور في سبيل تربية الطفل تربية صحيحة. 
المنهج الإسلامي : 
لقد أولى الإسلام في منهاجه التربوي عناية فائقة للفترة الواقعة بين السادسة والعاشرة من عمر الأطفال، فقد أورد جميع التعاليم الضرورية في مراقبة الميل الجنسي واإيجاد ملكة العفة، في خصوص هذه الفترة. 
لقد راعى الإسلام في منهاجه التربوي الإنسجام الكامل بين قوانينه التشريعية والقوانين التكوينية، وحقق بذلك الوسائل الممهدة لجمود الميل الجنسي عند الأطفال في الفترة المذكورة. فقد جنّبهم عن كل عمر مثير يؤدي الى نضج النشاط الجنسي قبل أوانه ، واوجب على الأباء والأمهات اهتمامهم بإيجاد الجو المناسب لبقاء هذا النشاط مجمداً حتى يحين موعد نضجه. 
وفي هذا المعنى روايات كثيرة، نكتفي بذكر نبذة منها: 
1 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « الصبي والصبي، والصبي والصبية، و الصبية و الصبية يُفرّق بينهم في المضاجع لعشر سنين » (7). 
2 ـ عن ابن عمر، قا: قال النبي صلّى الله عليه وآله: « فرّقوا بين أولادكم في المضائجع إذا بلغوا سبع سنين » (8. 
3 ـ وفي حديث آخر: « روي أنه يفرّق بين الصبيان في المضاجع لست سنين » (9). 
4 ـ وعن الإمام موسى بن جعفر قال : « قال علي عليه السلام: مرّوا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين، وفرّقوا بينهم في المضاجع إذا كانوا أبناء عشر سنين » (10). 
في هذه الأحاديث نجد أن الإسلام يساير قانون الفطرة والخلقة فيأمر بالتفريق بين مضاجع الأطفال الذين يتجاوزون الست سنوات حتى يمنع من اتصال أجسامهم بشكل مثير للغريزة الجنسية في حين أن قانون الخلقة يقضي بجمود هذه الغريزة في الفترة التي هم فيها. 
5 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : « إذا بلغت الجاريةُ ستّ سنين فلا يقبّلها الغلام، والغلام لا تقبّله المرأة إذا جاوز سبع سنين » (11). 
6 ـ وعن أبي الحسن عليه السلام: « إذا أتت على الجارية ستّ سنين لم يجز أن يقبّلها رجل ليست هي بمحرم له، ولا يضمّها إليه » (12). 
7 ـ قال علي عليه السلام : « مباشرةُ المرأة ابنتها إذا بلغت ست سنين شعبةٌ من الزنا » (13 والمقصود من المباشرة هنا مسّ عضوها الخاص. 
إن التقبيل، والمعانقة، والتضاجع، ومسّ العضو الخاص للطفل كل ذلك من الأمور المثيرة للميل الجنسي، ولكي يبقى النشاط الجنسي عند الأطفال من السادسة فما فوق مجمداً، أوصى الإسلام بالحذر عن القيام بتلك الأمور. 
المناظر المثيرة : 
لقد اهتم الإسلام كثيراً بمنع الكبار من القيام بما من شأنه إثارة الميل الجنسي عند الأطفال وفي هذا يقول القرآن الكريم : 
1 ـ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (14) . 
إن الله تعالى يأمر المسلمين في هذه الآية الكريمة بضرورة استئذان عبيدهم وأطفالهم غير البالغين عليهم قبل دخول الغرفة في ثلاث أوقات هي: قبل النهوض لصلاة الصبح، وعند الظهر حيث يتخفف الإنسان من ملابسه، وبعد صلاة العشاء حيث يستعد للنوم. فهذه الأوقات الثلاثة عورة للمسلمين، ولا يجوز للاطفال الدخول على أبويهم فيها لأنهم في الغالب متخففون عن ملابسهم، وقد يكونون عراة. 
2 ـ قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « والذي نفسي بيده لو أن رجلاً غشي أمرأته وفي البيت صبي مستيقظ يراهما ويسمع كلامه ونفسهما ما فلح أبدا، إن كان علاماً كان زانياً أو جاريةً كانت زانية » (15). 
4 ـ وعن الإمام الباقر عليه السلام : « إيّاك والجماع حيث يراك صبي بان يحسن أن يصف حالك » (16). 
لقد أوصى الإسلام في منهاجه التربوي الآباء والامهات بالامتناع عن إثارة الغريزة الجنسية عند الأطفال بالمناظر المهيجة والعبارات المشينة، ويهدف من وراء ذلك كله الى مسايرة قانون الفطرة وضمور الميل الجنسي عند الأطفال حتى يحين وقت نصوجه. وقد عرفنا أن المنهج التربوي الصحيح هو الذي يساير الفطرة في قوانينها، ويساعد على ابقاء الميل الجنسي عند الأطفال محمداً ومستوراً. وقد روعي هذا الأمر في الروايات المتقدمة مراعاة تامة. فقد أمر الأئمة عليهم السلام المسلمين ببذل مزيد من الدقة في مرقبة أوضاع أطفالهم، وإيجاد العوامل المساعدة لبقاء الميل الجنسي مضمراً عندهم والحذر عما من شأنه إثارة الشهوة فيهم. 
هذا الدور لا يستطيع القيام به إلا الآباء والأمهات العفيفون الذين يحذرون من القيام بالأعمال المنافيه للنزاهة في أقوالهم وأفعالهم، في حضور الأطفال أو غيابهم. 
هورمونات البلوغ : 
تؤدي هورمونات البلوغ الى تحول عظيم في هيكل الطفل، فينمو بصورة طفرة وفي أشد السرعة، ويخرج من الصورة الطفولية في فترة وجيزة فيكتسب جميع ميزات الإنسان الراشد. إن النقطة الجديدة بالإنتباه هي جسم الطفل يجب أن يكون قد تلقى قدراً كافياً من النمو قبل ذلك حتى لا يحصل اضطراب على أثر إفراز هورمونات البلوغ. 
« مهما كان عمل الهورمونات مهماً فإنها لا تستطيع أن توضح بوحدها جميع جوانب الطفرة البدنية، فعندما تندثر الهورمونات أو تفرز اكثر من المقدار الإعتيادي يحصل اضطراب في عمل النمو. فوجودها إذن ضروري ولكن العمل المحرك لها يحتاج الى ظروف مساعدة، وأهمها استكمال الأعضاء والأنسجة نحوها بالمقدار اللازم حتى تستطيع اعضاء الجسم مواصلة نموها بصورة مطردة وبعبارة اخرى فإنه لا بد من انسجام خاص بين عمل الهورمونات والظروف التي تستفيد فيها الأعضاء والأنسجة من تلك الهورمونات » (17). 
أما البلوغ المبكر فإنه عبارة عن إفراز الغدد الجنسية هورموناتها في جسد الطفل قبل أن يستكمل نموه الطبيعي ويستعد لتقبيل البلوغ... وهذا يؤدي الى النضج الجنسي قبل أوانه. 
« يتقدم سن البلوغ في النضج الجنسي السابق لأوانه عن العمر الاعتيادي ( وهو الذي يتراوح بين 12 و17 سنة ) أي أن الغدد الجنسية تبدأ بالعمل قبل السنة العاشرة، وبذلك يتقدم النمو الطولي... هؤلاء المرضى يتقدمون على أقرانهم من حيث النمو لمدة وجيزة، ولكن لما كانت الطبقة الغضروفية تزول بعد فترة النمو الطولي السريع مباشرة فإن فترة نمو هؤلاء المرضى قصيرة، إذ لا يلبثون أن يتأخروا عن أقرانهم فيما بعد » (18). 
الاختلالات الهورمنية : 
« بما أن البلوغ المبكر ناشيء من الأختلال الشديد في افراز الهورمونات، فبالإمكان تقديم يد العون الى اكثر هؤلاء المرضى، خصوصاً وأن قصر القامة ليس العارضة الوحيدة للبلوغ المبكر، بل إن الأختلالات التي تؤدي الى النضج الجنسي السابق لأوانه خطيرة جداً » (19). 
وقد يظهر الميل الجنسي عند الإنسان قبل موعده المقرر ولا يكون مستنداً الى مرض، بل يعود الى الإثارات التافهة والمناظر المهيجة التي نفذت الى روح الطفل وسببت النضج الجنسي المبكر. 
« يقول موريس دبس: إن العوامل الروحية من قبيل مطالعة القضايا المثيرة أو مشاهدة المناظر المهيجة تبكر في ظهور بوادر اليأس عند النساء » (20). 
هناك عوامل كثيرة قد تؤدي الى الإثارات الروحية عند المراهقين، وتسبب النضج الجنسي المبكر عندهم. إن قراءة القصص المثيرة للشهوة، ومشاهدة المناظر المهيجة، والتعانق مع الآخرين وتقبيلهم، والاضطجاع على فراش واحد بحيث يحصل الاحتكال والاتصال... والأعمال المشابهة لذلك، تؤدي الى الإثارات الجنسية والبلوغ المبكر. 
إن الآباء والأمهات الذين يرغبون في أن يكون نمو أطفالهم مسايراً لقانون الفطرة والأشخاص الذين يريدون أن يطوي أولادهم مرحلة الطفولة بسلام ويبلغوا بصورة طبيعية ، عليهم أن ينفذوا تعاليم الإسلام بصدد إبقاء الميل الجنسي عند الأطفال مجمداً ، ويبعدوهم عن القضايا المثيرة للشهوة.


الإنحراف الجنسي : 
الإنحراف الجنسي من الصفات الذميمة عند الإنسان، والتي لا تنسجم والمقاييس الفطرية، ولا تتلاءم مع الفضائل والآداب. إن الطريق الصحيح لاإضاء الميل الجنسي في قانون الطبيعة والشريعة عبارة عن اكتفاء الرجال البالغين، واكتفاء البالغات بالبالغين، ويشبع كل غريزته الجنسية بواسطة الطرف الآخر. قد ينحرف بعض الأفراد في طريق إشباع رغباتهم الجنسية عن صراط الفطرة المستقيم، ويستجيبون لميولهم الجنسية بطرق غير طبيعية... هؤلاء هم الذين سماهم القرآن الكريم بالعادين ( أي المتجاوزين ). 
( ... والذين هُم لِفروجهم حافظون. إلاّ على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهُم غير ملومين. فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك همُ العادون ) (21). 
المناظر المنافية للعفة : 
من العوامل التي تؤدي الى انحراف الميل الجنسي عن الصراط المستقيم للفطرة ، الخواطر المستهجنة الحادثة في دور المراهقة، ومشاهدة المناظر المنافية للعفة. إن الغريزة الجنسية للشاب غير البالغ مجمدة بصورة طبيعية. فإن انسجمت التربية العائلية التي يتلقاها وهذاب الجمود، ولم يواجه الطفل المناظر المثيرة، فما بصورة طبيعية بعيداً عن الاضطرابات الجنسية. وعندما يبلغ ويظهر فيه الميل الجنسي فإنه يوجّه نحو الطريق الطبيعي المعدّ له، أي أن الفتاة تتجه نحو الشاب، والشاب يتجه نحو الفتاة، ولا يبقى مجال للشذوذ الجنسي بعد ذلك. 
« عندما تستيقظ غريزة الالتذاذ في مرحلة البلوغ بعد أن كانت راقدة ، وتتجه الى العالم الخارجي تجاول أن تتشبث بشيء حتى تجد به منفذاً لقدرتها الباطنية. في هذه اللحظة الحاسمة تعمل الإرادة الواعية الطبيعية على إرشاد هذه الغريزة الى طريق سليم هو التكاثر والتناسل. ومن علائم إرشاد الطبيعة أن الرجل والمرأة يشعران بتغير محسوس في أعظائهما التناسلية. إن الطبيعة تريد بهذه العلائم أن تفهم الطرفين بضرورة سلوك الطريق الفطري السليم الذي هو عبارة عن التناسل ». 
« فإذا أدرك الشخص هذا القنون وانقاد إليه ، أي أن الرجل اقترب من المرأة ، والمرأة اتجهت نحو الرجل حتى يبادر الى عملهما الفطري والمنتج ، فإنه يمكن القول بأن النمو الشهواني قد سار في طريق مستقيم ومنظم ، وصرفت القدرة الغريزية في طريق طبيعي واعتيادي ، إن ملايين الاشخاص يسلكون هذا الخط المنظم والطبيعي ، والذي يسميه فرويد بالانسجام المزدوج » (22). 
الميول المكبوتة : 
والمظهر الآخر من عوارض الإثارة الجنسية عند الأطفال قبل بلوغهم، العقد التي تنشأ عند الكبار بسبب من كبت الميول في أيام الطفولة. 
إن الطفل حر في أقواله وأفعاله قبل البلوغ، لا يحاسبه القانون ولا المجتمع على سلوكه. فإن كان أبواه عفيفين وكان المحيط التربوي طاهراً تربى على أحسن ما يرام، وعبر مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ بإستقامة وسلام. أما إذا كان المحيط التربوي فاسداً وكان أبواه غير عفيفين فإنه يتعرض للأخطار والمشاكل العديدة. 
إنه يتأثر بمشاهدة الأعمال الفاسدة والحركات المنافية للعفة الصادرة من أبويه أو مـَن حوله، فينشأ على الرذيلة والإنحراف، وسيكون إصلاحه بعد البلوغ صعباً جداً... عند ذاك يكون معرضا للتلوث بالذنوب والجرائم والسيئات الخلقية. 
ثم إن الأعمال المثيرة الصادرة من أبويه، وكذلك المحيط الفاسد الذي يعيش فيه تؤدي الى إثارة الميل الجنسي عنده وهو بعد لم يبلغ... وطفل كهذا عندما يبلغ ويصبح عضواً مستقلاً في المجتمع يلاقي مشاكل وصعوبات كثيرة، ويواجه عقداً نفسيه عديدة... 
فمن حيث أنه نشأ على التربية الفاسدة في طفولته يرغب في أن يكون حراً في الإستجابة لميوله وأهوائه، لكن القيود الإجتماعية التي تلزمه بمراعاة المصالح العامة وإتباع المقررات العقلية تجبره على التخلي عن ميوله المنحرفة، ولا شك أن هذا الفشل في تحقيق حريته يؤدي إلى نشوء عقدة جنسية في روحه. 
ومن جهة أخرى فإن إنساناً كهذا يتألم من الأعمال القبيحة التي أرتكبها قبل بلوغه، ولذلك يصاب بعقدة الحقارة... إنه يشعر بالضعة والدونية عندما يتذكر ما جرى عليه، ولذلك فهو يحاول التخلص من تلك الخواطر قدر المستطاع. 
نستنتج من موضوعنا هذه أن الميل الجنسي للأطفال في الاعوام السابقة على البلوغ تعيش في حالة من الجمود والضمور بصورة طبيعية. وعلى الوالدين أن ينقادا في منهجهما التربوي لقانون الفطرة، ويوجدا الظروف الصالحة لتربية الطفل بصورة تساعد على إبقاء الغريزة الجنسية جامدة ومضمرة. 
إن الأطفال الذين لاقوا إثارات فاسدة لغرائزهم الجنسية قبل دور البلوغ على أثر انحراف البيئة التي عاشوا فيها يصابون بالعقد النفسية، والمشاكل الروحية، والإنحرافات الخلقية العديدة بعد البلوغ






أساس السعادة الزوجية..الحب والرومانس



بسم الله الرحمن الرحيم

- بعد اتقاء الله..نجد أن السعادة في البيت تكون بالحب والرومانسية
- السعادة الحقيقية حينما تلمسين يد زوجك بدون مناسبة وتقبليها وتقولين له \"ربنا يخليك ليا يا روح قلبي\"
- وردة منك لزوجتك حين عودتك للمنزل وكلمات رقيقة تزيل عنها متاعب اليوم ولا تتذكر إلا كلماتك
- رنة من هاتفك لزوجتك..ورسالة حب من داخل قلبك حتى ولو كلمة بسيطة تساوي الكثير \"وحشتيني\"
- حينما تكوني في استقبال زوجك بعد عودته من العمل ويشاهد أجمل أنثى في الوجود وسيجملكي رب العالمين في عينه
- يحتاج زوجك أن يشاهد كل الملابس التي تثيره وتجعله في أشتياق لكل لحظة بجوارك..يشاهد ويستنشق أجمل رائحة لأجمل عطر على جسدك
- مهما كانت ضغوط الحياة فيحتاج الزوجين إلي الرومانسية والحب...ولو لبضعة دقائق يومياً..نشحن بها وقود طاقتنا
- لمسات بسيطة داخل غرفة النوم..ورود ونظافة وتنسيق وملابس مثيرة للزوج والزوجة..يتحقق مع كل هذا السعادة المفقودة
- لن تجني العلاقة الجنسية بين الزوجين السعادة إلا بقدر دقائق وسعات ..ولكن بالحب والرومانسية تدوم مدى الحياة
- نحن لا نتحدث عن حياة خيالية بدون مشاكل ولا ضغوط ولا مشاكل أولاد ومعيشة ولكن بالحب تذوب الصعاب..ولكن نتحدث عن حياة عاشها الأنبياء والصحابة والصالحين من قبلنا..فلنعيش مثلهم لنذوق ما ذاقوا من سعادة
- نحن في هذه الحياة نعيش ونتألم ونتعايش مع الواقع ولكن بالرضا..عن كل ما يأتي منها..فهو رضا بما قسمه الله لنا
- إذا تمكنا من استقبال الحياة بكل ما فيها برضا وقبول سنعيش سعداء بالرغم من كل الضغوط وكل العقبات والمشاكل والغلاء..من يرضى فله الرضا
- حبك لزوجتك هو من مكملات حبك لرب العالمين فأحرص على حبها كما تحرص على حب الله في المقام الأول
- كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب زوجاته فلماذا لا نقتدي به في صنع السعادة والبهجة
- وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم»
- بكائك من خشية الله يساوي جنة النعيم .. وإسعادك لزوجتك يساوي بكائك من خشية الله..فأسعدها وأدخل الجنة وخذها معك
- نريد حياة رومانسية بالرغم من كل شيء..نريد أن نتحدى الظروف ونرضى بقضاء الله فينا لكي نسعد..لأن السعيد هو الراضي وليس الساخط
- وأخيراً فلنعجل من اتقاء الله سبيل لنجاتنا في الدنيا والأخرة ولنجعل الرومانسية والحب سبيل لاسعادنا في حياتنا وفي آخرتنا...فقط في الحياة الزوجية بين الزوجين..ولنستخدم كلمة \"بحبك\" ومشتقاتها..حبيبي..روح قلبي..وحشتني..وحشتيني..بموت فيك..بموت فيكي..حبيبتي..نور عيني..قلبي..عقلي..حياتي..وغيرها..ومعاً إلي السعادة الحقيقة في الحياة الزوجية بالإستعانه بالله أولاً..وبالحب والرومانسية


أحمد محمد عبد المنعم عبد الله \"أبو يس\"



حتى يدوم الحب والودّ..... العدل بين الأولاد


من نعم الله على العباد أن وهب لهم الأولاد من ذكور وإناث، فهم زينة الحياة الدنيا 



قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) الكهف: ٤٦، فعليهم تعقد الآمال وهم زاد المستقبل إذا صَلُحت تربيتهم. والإسلام عنى بالأولاد وأوجب لهم حقوقا كثيرة منها التربية بتعليمهم العلم النافع، وتأديبهم على الأخلاق الإسلامية الحميدة، وتوجيههم بالنصح والإرشاد إلى ما فيه خيرهم وصلاحهم. 

... لا أعظم من طاعة الوالدين بعد طاعة الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم، ولهذا قرن الله طاعتهما بطاعته سبحانه بعد التحذير من الشرك،
قال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) الإسراء: ٢٣ .

وبما أنّ العقوق محرم ومن أكبر الكبائر، فلذا كان كل ما يؤدي إلى العقوق حرام، ومن أعظم ذلك عدم العدل بين الأولاد في الهدية والعطية والهبة والصدقة.

يُعرّف العدل بأنّه: التوسط والاستقامة وعدم الميل إلى أحد الطرفين، وضده الظلم الذي هو: الميل عن الحق، ووضع الشيء في غير موضعه وتحويله عن موقعه, فالعدل أساس الملك وأصل الأمر، وبه قامت السماوات والأرض، وعليه تعتمد التربية الصحيحة.

أدلة وجوب العدل بين الأبناء:
ولقد جاءت الآيات والأحاديث متضافرة مشهورة معلومة، دالة على وجوب العدل، محذرة من الحيف والظلم والجور، أو التفريق بين الأبناء في الهبات والعطايا، فمن الكتاب العزيز:

1 - قوله تعالى: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)
ا ٧٦.:لنحل

2- قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) النحل: ٩٠

3- قال تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام: ١٥٢.

4- قال تعالى : (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ). الرحمن: ٩٧ – 

وأما الأدلة على العدل من السنة المطهرة فمنها:

1- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن المقسطين عند الله على منابر من نورعن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين،الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولُوا" [أخرجه مسلم واللفظ له والنسائي].

2- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، أن أمه بنت رواحة سألت أباه بعض الموهوبة من ماله لابنها فالتوى بها سنة، ثم بدا له،فقالت: لا أرضى حتى تُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما وهبت لابني، فأخذ أبي بيدي، وأنا غلام فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله إن أم هذا، بنت رواحة أعجبها أن أشهدك على الذي وهبت لابنها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"يا بشير ألك ولد سوى هذا؟"، قال: نعم، فقال: "أكلهم وهبت له مثل هذا؟" قال: لا، قال: "فلا تشهدني إذاً، فإني لا أشهد على جور" [ أخرجه مسلم ].

3- وعند البخاري والنسائي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فكل بنيك نحلت مثل الذي نحلت النعمان؟"، قال: لا، قال: "فأشهد على هذا غيري"، قال: "أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟" قال: بلى، قال: "فلا إذاً" .

4- وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

"لا أشهد، إني لا أشهد إلا على حق".

وفي رواية عند البخاري: "اعدلوا بين أولادكم في العطية"،

وفي رواية أخرى أيضاً عند البخاري: "أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟"، قال: لا، قال: "فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم"، قال: فرجع فرد عطيته.

5- وفي رواية قال له: "فاردده" ، فرجع في هبته.

6- وفي رواية أخرى في صحيح مسلم أن امرأة بشير قالت له: انحل ابني غلاماً وأشهد لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابنة فلان سألتني أن أنحل ابنها غلاماً، قال: "له إخوة" ؟، قال: نعم، قال: "أفكلهم أعطيت مثل ما أعطيته؟"، قال: لا، قال: "فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق".

7- وروى ابن أبي الدنيا بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أولادكم في النحل، كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف" [صحيح الجامع 1046].

8- قال صلى الله عليه وسلم: "اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم".

[ أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي والبيهقي وغيرهم بسند صحيح، وصححه الألباني ].

9- أخرج البزار في مسنده عن أنس قال: كان رجل جالس مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ابن له فأخذه فقبله ثم أجلسه في حجره، وجاءت ابنة له، فأخذها إلى جنبه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ألا عدلت بينهما . يعني ابنه وبنته في تقبيلهما".[السلسلة الصحيحة ج6]

10- عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً:
"سووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضّلت النساء"
[أخرجه البيهقي في السنن، وسعيد بن منصور في سننه وحسن إسناده الحافظ بن حجر وضعفه الألباني
في ضعيف الجامع برقم 3215]

- وقد كان السلف الصالح رضوان الله عليهم يحرصون على العدل بين بنيهم حتى في القبلات، فقد روي عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أنه ضم ابناً له، وكان يحبه،فقال:

"يا فلان، والله إني لأحبك، وما أستطيع أن أوثرك على أخيك بلقمة".

-ينبغي التزام العدل مع الأولاد حتى في إكرامهم والإقبال عليهم والبشاشة في وجوههم وضمّهم ولا فرق في ذلك بين الذكر والأنثى -فالولد في اللغة والشرع هو الذكر والأنثى والابن والبنت- حتى لا تحدث الغيرة في نفوسهم،

فالعدل بين الأبناء ضرورة من ضرورات نجاح المهمة التربوية المنوط بأدائها الآباء والأمهات على أحسن وجه وهي علامة بارزة من علامات نجاح القدوة في الحياة العملية، وإن تجاوز هذه الركيزة الهامة وعدم إعطائها حقها من التطبيق يؤدي بلا شك إلى الحكم على عملية التربية بالفشل الذريع،ذلك أن الخلل في التربية يؤدي إلى الخلل في النتائج والثمرات وقد نبه الإسلام إلى هذه القضية الحساسة والجوهرية،حين أشار النبي صلى الله عليه وسلم بإشارات كثيرة إلى ضرورة المساواة بين الأبناء.

فلقد روى ابن حبان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(رحم الله والداً أعان ولده على بره) [ ضعيف الجامع 3118].

ورغم ضعف هذا الحديث فإنّ معناه صحيح لأنه يقتضي أن يعدل الآباء بين الأبناء كي يستطيعوا بعد ذلك أن يبروا آباءهم.

فالظلم مرتعه وخيم ولا شك, وإن الإخفاق في تحقيق العدالة في معاملة الأبناء تعتبر صفة سلبية في الأبوين
ولا بدّ من تدارك هذا النقص في الفهم وهذا الخطأ في السلوك حتى لا يتسبب في التأثير السلبي على الطفل من أبويه.

بعض الآباء يفضل طفلاً على آخر لامتلاكه صفة الجمال أو لأنه ذكر، وهذا خطأ، ذلك أنّ الجمال أو الذكورة أو غيرها من المعاني لا يمكن التسابق فيها.

فلا يملك الطفل القدرة على أن يكون أجملَ من أخيهِ الذي اكتسب الحَظوَةَ عند أبيه، وعندها لا يكون أمام الطفل إلا منفذ واحد للخروج من أزمته النفسية، وهو الغيرة والحقد على من حوله في الأسرة والمجتمع, فالتمييز بين الأولاد وتفضيل بعضهم على بعض يؤثر على نفسية الأولاد ويزرع فيهم العقد النفسية ويورث عندهم فساد الأخلاق ويضعهم أمام الانحراف وجهًا لوجه.

فهذه الأخطاء قد تؤدِّي إلى الانكماش والعزلة والانطواء كنتيجة سلبيّة، إذا لم تكن تؤدِّي إلى النزاع والاصطدام والشِّجار.

كما يؤدي التمييز إلى علاقة سلبية بين الأبناء؛ إذ يميل الطفل المميز ضده إلى كره أخيه الآخر وغيرته منه كونه مقرباً من والديه، وحسده على الحنان والرعاية التي يحظى بها، والتي جاءت على حسابه، فظاهرة عدم العدل بين الأولاد لها أسوأ النتائج في الانحرافات السلوكية والنفسية، لأنها تولد الحسد والكراهية، وتسبب الخوف والانطواء والبكاء،وتورّث حب الاعتداء على الآخرين لتعويض النقص الحاصل بسبب التفريق بين الأولاد، وقد يؤدي التفريق بين الأولاد إلى المخاوف الليلية، والإصابات العصبية، وغير ذلك من الأمراض غير العضوية، ولا شك في أن المُفَضل يعاني هو الآخر من نظرة إخوانه العدائية والكره الممارس ضده على مستوى السلوك اليومي، إن لم تتطور إلى مستوى إلحاق الضرر بالتجريح والهجر والضرب في بعض الحالات، فتصل بذلك الأسرة إلى حالة لا تحسد عليها، ليكون الولد المفضل والمفضل عليه والوالدين أيضاً في صراع دائم يتعكر معه صفو الحياة، فالتمييز بين الأولاد والتفريق بينهم في أمور الحياة سبب للعقوق، وسبب لكراهية بعضهم لبعض، ودافع للعداوة بين الأخوة، وعامل مهمّ من عوامل الشعور بالنقص، وظاهرة التفريق بين الأولاد من أخطر الظواهر النفسية في تعقيد الولد وانحرافه، وتحوله إلى حياة الرذيلة والشقاء والإجرام.

- والمساواة الدقيقة يجب أن تكون مساواة في الطعام، ومساواة في توزيع الكلام، ومساواة في توزيع الانتباه والاهتمام، ومساواة في توزيع النظرات والضحك والمداعبات، كل هذا بقدر الإمكان، لذا يجب أن يحرص الأب أن يسعى إلى تحقيق العدالة في هذا الجانب، كذلك المساواة في الهدايا والعطايا والمساواة باتخاذ القرارات من خلال استشارة الجميع بدون استثناء،وأخذ القرارات بالأغلبية فيما يخصهم.

وهناك المساواة بالمشاركة باللعب والمساواة في كلمات المحبة.

وهناك جانب مهم جداً، وهو: المساواة في الإصغاء والاستماع؛ فالأبناء يتفاوتون في الجرأة والخجل، وليس كل واحد منهم يبادر بالحديث ويستأثر بأذن والديه واهتمامه، ومنهم من تزيد متعة الاستماع إليه ومنهم من تقلّ، ولضبط هذا الجانب الصعب ولتلبية حاجة الأبناء إلى الاستماع إليهم والاهتمام بهم والتعبير عن أفكارهم، لتلبية كل ذلك يجب تخصيص وقت للأحاديث الخاصة.

فمن الضروري أن يشعر الأبناء بأن هناك وقتاً مخصصاً لكل منهم تُحترم فيه خصوصيّاتهم. بل يجب العدالة في الاصطحاب بأن يخصصوا لكل ولد من أبنائهما يوما ليصطحبه معه،وبهذا الشكل يكون قد حقق العدالة بينهم وفي الوقت نفسه وبنفس الوقت يحقق على الصفوة والمحبة والحنان بين أبناء البيت الواحد.

سألوا امرأة أعرابية أي أولادك أحب إلى قلبك؟

فأجابت:
"الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود".

هكذا جمعت بينهم جميعم في الحب، غير أنّه في بعض الأوقات قد تلجأ بعض الأمهات - وبدون قصد - إلى تمييز طفل من أبنائها على الآخر نتيجة لصغر سنه أو لحاجته للعناية بصورة أكبر، وأحياناً تتصرف بصورة لا شعورية اتجاه أحدهم، فيولد ذلك غيرة قد تفتك بالأسرة ويخلق جوا غير مريح فيها.

_إنّ نبي الله يعقوب عليه السلام لم يفضِّل ابنه يوسف عليه السلام بعطية أو نحوها مما يجب العدل فيه بين الأبناء، وإنما هو محبة القلب مما لا يؤاخذ به العبد، لأنه لا يملك التحكم فيه، ومع ذلك فقد ظهر منه حرصه على إخماد نار الغيرة والحسد في وصيته ليوسف في قوله :
(قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ) يوسف: ٥.

وقد جاء في الموسوعة الفقهية:
[ذهب الفقهاء إلى أنّ الإنسان لا يؤاخذ إذا مال قلبه إلى إحدى زوجاته وأحبها أكثر من غيرها، وكذا إذا أحب أحد أولاده أكثر من الآخرين، لأنّ المحبة من الأمور القلبية التي ليس للإنسان فيها خيار ولا قدرة له على التحكم فيها، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لنسائه فيعدل
ويقول: "اللهم هذه قسمتي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ". رواه الترمذي،

وقال: يعني به الحب والمودة.

قال الصنعاني: "والحديث يدل على أن المحبة، وميل القلب أمر غير مقدور للعبد بل هو من الله تعالى لا يملكه العبد".

وإنّما يحرم عليه أن يفضل المحبوب على غيره بالعطايا، أو بغيرها من الأمور التي يملكها الإنسان بغير مسوغ،
لقوله تعالى:
(وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) النساء: ١٢٩.

ولقوله صلى الله عليه وسلم في التسوية بين الأولاد بالعطايا ونحوها لبشير رضي الله عنه: "أكُل ولدك نحلت مثله؟ قال: لا. قال: فأرجعه،وفي رواية: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟
قال: لا، قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، وفي ثالثة: أكلهم وهبت له مثل هذا؟ قال: لا، قال: فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور"] آهـ.

-كما ذكنا سابقا فإنّ تفضيل بعض الأبناء على بعض لا يجوز، وإنّما المشروع في عطية الأولاد هو التسوية بينهم في العطاء على السواء، ولا يجوز التفضيل إلا لمسوغ شرعي، كأن يكون أحدهم مُقعداً لا يستطيع العمل، أو كونه صاحب عائلة كبيرة ولا يكفي راتبه الإنفاق عليهم، أو كونه مشتغلاً بطلب العلم، وقد تُصرف العطية عن بعض الأولاد بسبب فسقه ومعاصيه، أو عقوقه لوالديه، أو لكونه يعصي الله فيما يأخذه من العطية والهبة.
وإذا كان أحد الأبناء يقوم على خدمة والده أو والدته والقيام بشؤونه، فيجوز إعطاؤه بقدر أجرة المثل ولا يزيد على ذلك، حتى لا يقع في التفضيل.

-من أراد قسمة شيء من ماله بين أولاده فيجب عليه أن يقسمه بين الذكور والإناث مثل الميراث، للذكر مثل حظ الأنثيين، وقال بعض العلماء بل يقسمه بالتساوي في حياته، أما بعد الممات فيكون القسم للذكر مثل حظ الأنثيين كما أمر الله به، وهذا مقتضى العدل، ولعل الصواب في ذلك القول الثاني والعلم عند الله تعالى، وهو أن يقسمه بالتساوي، لما دلّ عليه حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما المتقدم بعدم التفريق بين الذكر والأنثى، وهذا هو قول جمهور العلماء.

_إنّ الناظر في أحوال بعض الأسر يجد من الآباء من لا يخاف الله في تفضيل بعض أولاده بالعطايا، فيوغر صدور بعضهم على بعض ويزرع بينهم العداوة والبغضاء.

وقد يعطي واحدا لأنّه يشبه أعمامه ويحرم الآخر لأنّه فيه شبها من أخواله أو يعطي أولاد إحدى زوجتيه مالا يعطي أولاد الأخرى وربما أدخل أولاد إحداهما مدارس خاصة دون أولاد الأخرى،أين هؤلاء من قوله تعالى :( اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) المائدة: ٨،

ومن وجوه عدم العدل بين الأولاد كذلك الوصية لبعض الأولاد أو زيادتهم فوق نصيبهم الشرعي أو حرمان بعضهم،
وقد تعمد بعض الأمهات إلى الوصية بذهبها لبناتها دون أبنائها مع أنه جزء من التركة، وهذا كله لا يجوز فإنه "لا وصية لوارث" كما قال النبي صلى الله عليه وسلم.





رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما



يلعب الوالدان الدور الأكبر في تربية الأطفال، فالمسؤولية تقع على عاتقهما أوّلاً وقبل كلّ شيء، فهما اللذان يحدّدان شخصية الطفل المستقبلية، وتلعب المدرسة والمحيط الإجتماعي دوراً ثانوياً في التربية. والطفل إذا لم يتمرّن على طاعة الوالدين فإنّه لا يتقبل ما يصدر منهما من نصائح وإرشادات وأوامر إصلاحية وتربوية، فيخلق لنفسه ولهما وللمجتمع مشاكل عديدة، فيكون متمرداً على جميع القيم وعلى جميع القوانين والعادات والتقاليد الموضوعة من قبل الدولة ومن قبل المجتمع.
وتربية الطفل على طاعة الوالدين تتطلب جهداً متواصلاً منهما على تمرينه على ذلك؛ لأنّ الطفل في هذه المرحلة يروم إلى بناء ذاته وإلى الإستقلالية الذاتية، فيحتاج إلى جهد إضافي من قبل الوالدين، وأفضل الوسائل في التمرين على الطاعة هو إشعاره بالحبّ والحنان. ومن الوسائل التي تجعله مطيعاً هي إشباع حاجاته الأساسية وهي (الأمن، والمحبة، والتقدير، والحرِّية، والحاجة إلى سلطة ضاغطة). فإذا شعر الطفل بالحب والحنان والتقدير من قبل والديه، فإنّه يحاول المحافظة على ذلك بإرضاء والديه وأهم مصاديق الإرضاء هو طاعتهما. فالوالدان هما الأساس في تربية الطفل على الطاعة، قال رسول الله (ص): "رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما".

الطاعة لجميع القيم
وحبّ الأطفال للوالدين ردّ فعل لحبّ الوالدين لهما فإذا كان الحبُّ هو السائد في العلاقة بين الطفل ووالديه، فإنّ الطاعة لهما ستكون متحققة الوقوع، وعلى الوالدين أن يُصدرا الأوامر برفق ولين بصورة نصح وإرشاد فإنّ الطفل سيستجيب لهما، أمّا إستخدام التأنيب والتعنيف فإنّه سيؤدِّي إلى نتائج عكسية، ولذا أكدّ علماء النفس والتربية على التقليل من التعنيف كما جاء في قول أنور الجندي: (يقتصد في التعنيف عند وقوع الذنب، لأنّ كثرة العقاب تهون عليه سماع الملامة وتخفّف وقع الكلام في نفسه). وإطاعة الأوامر لا يجد فيها الطفل الذي حصل على المحبة والتقدير أية غضاضة على حبه للإستقلال، وبالمحبة التي يشعرها تتعمق في نفسه القابلية على تقليد سلوك من يحبّهم وهما الوالدين، فينعكس سلوكهما عليه، ويستجيب لهما، فإنّه إذا عومل كإنسان ناضج وله مكانة فإنّه يستريح إلى ذلك ويتصرّف بنضج وبصورة لا تسيء إلى والديه، فيتمرّن على الطاعة لوالديه، ومن ثمّ الطاعة لجميع القيم التي يتلقاها من والديه أو من المدرسة أو من المجتمع

ترسيخ محبة النبي في نفس الطفل


الحمد لله
لتنمية محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب أطفالنا عدة طرق منها :
-   أن يقص عليها الوالدان ما ورد من قصص أطفال الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم ، وقتالهم لمن يؤذيه ، وسرعة استجابتهم لندائه ، وتنفيذ أوامره ، وحبهم لما يحبه صلى الله عليه وسلم ، وحفظهم للأحاديث النبوية .
-   أن يحاولا أن يحفّظاها ما تيسر من الأحاديث ، ويكافئاها على حفظها ، ومما ورد في ذلك قول الزبيري : كانت لمالك بن أنس ابنة تحفظ علمه – يعني الموطأ – وكانت تقف خلف الباب ، فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه ، وعن النضر بن الحارث قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : قال لي أبي : يا بُني اطلب الحديث ، فكلما سمعتَ حديثاً وحفظتَه فلك درهم فطلبتُ الحديث على هذا .
-   أن يشرحا لها ما يناسب إدراكها من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومغازيه ، وسير الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم ، حتى تنشأ على حب هؤلاء الصفوة ، وتتأثر بسلوكهم ، وتتحمس للعمل والإخلاص في سبيل تقويم نفسها ونصر دينها .
ولقد حرص الصحابة والسلف على دراسة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلقينها لأطفالهم ، حتى إنهم لَيُقرئونها مع تعليم القرآن ، لأنها الترجمان لمعاني القرآن مع ما فيها من إثارة العاطفة ، ومشاهدة الواقع الإسلامي ، ولما لها من تأثير عجيب في النفس ، ولما تحمل في طياتها من معاني الحب والجهاد في إنقاذ البشرية من الضلال إلى الهدى ، ومن الباطل إلى الحق ، ومن ظلمات الجاهلية إلى نور الإسلام .
ولابد أن ينتقي الأب أو الأم وهما يقصان على الطفلة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة الصحابة والصحابيات رضوان الله عليهم ما يثير وجدانها مثل : طفولته صلى الله عليه وسلم ، وبعض حياته عند حليمة السعدية ، وكيف أغدق الله تعالى الخير والنعم على حليمة وأسرتها بسببه صلى الله عليه وسلم ، وليلة الهجرة كيف أغشى الله أبصار المشركين ، وغير ذلك من الجوانب التي تظهر العناية الربانية به ، فتملأ قلب الطفلة بحب الله عز وجل وحب رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد روي عن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أدبوا أولادكم على ثلاث خصال : حُب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن ، فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه ) أورده السيوطي في الجامع الصغير ص 25 ، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير ص 36 رقم 251 ، وحبذا لو خصص الوالدان لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقتاً مناسباً من درس الأسرة اليومي ، يقوم فيه الأطفال بالقراءة من الكتب المبسطة ، أو ينتقي منها الأب أو الأم ما يلائم سن الأطفال .


jeudi 11 décembre 2014

2/ مشكلة الغيرة


الغيرة هي حالة انفعاليةمركبة من حب التملك وشعور الغضب بسبب وجود عائق مصحوبة بتغيرات فسيولوجية داخلية وخارجيةيشعر بها الطفل عادة عند فقدان الامتيازات التي كان يحصل عليها اوعند ظهور مولود جديد في الاسرة اوعند نجاح طفل اخر في المدرسة في حين كان حظه الفشل والاخفاق
هذه المشاعر المركبة يرفض الطفل الافصاح عنها او الاعتراف بها ويحاول الاخفاء لأن الاظهار او الافصاح عنها تزيد من شعوره بالمهانة والتقصير .



اسباب مشكلة الغيرة لدى الطفل :

1-شعور الطفل بالنقص ومروره بمواقف محبطة : كنقص الجمال او او في الحاجات الاقتصادية من ملابس ونحوه ومرور الطفل بمواقف محبطة اوفشلة المتكرر ويزداد هذا الشعور ويثبت نتيجة سوء معاملة الوالدين وقسوتهم معه والسخرية من ذلك الفشل .

2-انانية الطفل التي تجعله راغبا في حيازة اكبر قدر من عناية الوالدين .

3-قدوم طفل جديد للأسرة .

5-ظروف الاسرة الاقتصادية فبعض الاسر دخلها الاقتصادي منخفض اوشديدة البخل على ابنائها مقارنة بالاسر الاخرى فتنمو بذور الغيرة في نفس الطفل نتيجة عدم حصوله على مايريد من اسرته.

6-المفاضلة بين الابناء فبعض الاسر تفضل الذكور على الاناث او عندما يفضل الصغير على الكبير وهكذا فتنمو الغيرة بين الابناء.

7- كثرة المديح للاخوة اوالاصدقاء امام الطفل واظهار محاسنهم امامه.

ولعلاج مشكلة الغيرة عند الطفل نقترح مايلي :

1ـ ان نزرع في الطفل ثقته بنفسه وان نشجعه علىالنجاح وانه عندما يفشل في عمل ما سينجح في عمل آخر.

2ـ ان نتجنب عقابه او مقارنته بأصدقائه اواخوته و اظهار نواحي ضعفه وعجزه فالمقارنة تصنع الغيرة بين الاخوة والاصدقاء وابعاده عن مواقف المنافسات غير العادلة .

3ـ ان نعلمه ان هناك فروقا فرديه بين الناس ونضرب له الامثلة على ذلك.

4ـ ان نزرع فيه حب المنافسة الشريفة وان الفشل ليس هو نهاية المطاف بل ان الفشل قد يقود الى النجاح .

5ـ تشجعيه لإن يعبر عن انفعالاته بشكل متزن .

6ـ اشعار الطفل بأنه مقبول بمافيه لدى الاسرةوان تفوق الاخرين لايعني ان ذلك سيقلل من حب الاسرة له اوتزلزل مكانته .

7ـ اذاقدم للاسرة مولود جديد ولاحظت غيرة ابنك منه فلا تكفه او تزجره بل دعه يساعدك في العناية بالطفل في امور هي في حدود طاقته واثني عليه واشعره بالمسؤولية وراقبه عن بعد دون ان يشعر .ولاتظهر اهتمامك بالطفل الجديد وهويرى ولاتدعه يشعر بأن هذا الطفل قد اخذ حبه منك وكن دائما يقظ لسلوك الطفل وصحح خطأه بلطف ولباقة .

7-تعويد الطفل منذ الصغر على تدنب الانانية والفردية والتمركز حول الذات وان له حقوقا وعليه واجبات ونوضح له السلوك الصحيح .

8-ادماج الطفل في جماعات نشاط وفرق رياضية.