jeudi 12 avril 2018

الحوار مع الطفل وأهميته




عالم الطفل كبير جدًا ولا يمكن لنا الإحاطة به بشكل واسع وعميق، فالطفل يملك من المشاعر والأحاسيس التي لا يستطيع التعبير عنها كالراشد، ولا بدّ من مساعدته على أن يتعلم العيش والتعايش ضمن المجتمع المحيط به.
إنّ حاجات الطفل لا تقتصر على الماديّات من طعام وكساء، بل تتعدى ذلك إلى الحاجة إلى تعلم الحياة والحوار مع الطفل هو أساس مهم من تعليم الطفل طريقة العيش ضمن مجتمعه، فالحوار ﻫﻮ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺤﺪيث بين شخصين أو فريقين يتم فيه ﺗﺪاول اﻟﻜﻼم بينهما بطريقة ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ، ﻓﻼ يستأثر ﺑﻪ أﺣﺪﻫﻤﺎ ﻋﻦ اﻵﺧﺮ ويغلب عليه اﻟﻬﺪوء واﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﺨﺼﻮمة.

والحوار ﻫﻮ أﻓﻀﻞ طريقة ﻟﻠﺘﻔﺎﻫﻢ بين اﻷﻃﺮاف المتباينة اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﻢ ﻣﺼﺎﻟﺢ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، ليتمكن ﻛﻞ ﻃﺮف ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﺳﻠﻮك وﺗﺼﺮف اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ، ﻓﺎﻷﻓﺮاد أو اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻌﻰ أو ﺗﺘﺤﺮك ﻓﻲ اﺗﺠﺎﻩ تحقيق ﻣﻨﻔﻌﺔ أو ﻣﺼﻠﺤﺔ معينة ﻻﺑﺪ أن يكون ﻟﻬﺎ ﻏﺮض و وسيلة وﻫﺪف.
ﻟﻠﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ طريقة معينة وآداب يجب إتباعها ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال واﻻﻟﺘﺰام ﺑﻬﺎ:
يلعب اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل دورًا أساسيًا ﻓﻲ تربية اﻟﻄﻔﻞ تربية سليمة، ﻓﺎﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ ﻟﻪ ﻓﻮاﺋﺪ كثيرة ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷﻃﻔﺎل ﺧﻼل ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮﻩ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، لاسيما أن توجيه اﻷواﻣﺮ يتسبب ﻓﻲ زيادة ﻋﻨﺎد وﻏﻀﺐ الطفل.
أهمية اﻟﺤﻮار ﻣﻊ الأطفال:
إنّ اﻟﺤﻮار يساعد ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺄة اﻷﻃﻔﺎل ﻧﺸﺄةَ سوية وﺻﺎﻟﺤﺔ وبعيدة ﻋﻦ الإﻧﺤﺮاف اﻟﺨﻠﻘﻲ واﻟﺴﻠﻮﻛﻲ، اﻟﺤﻮار يوجه اﻟﻄﻔﻞ ويكسبه هويته الدينية، وﻋﻦ أﺑﻲ هريرة رﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎل ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ عليه وﺳﻠﻢ: «ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮد يولد ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻄﺮة ﻓﺄﺑﻮاﻩ يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه» ﻓﺤﻮار اﻵﺑﺎء ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﻢ يكسبهم المفاهيم واﻟﻤﺒﺎدئ الدينية اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ الهوية الدينية ﻟﺪى اﻟﻄﻔﻞ.
إن غياب اﻟﺤﻮار ﻓﻲ جميع ﻣﺮاﺣﻞ ﻧﻤﻮ اﻟﻄﻔﻞ ﻣﻨﺬ اﻟﺼﻐﺮ إﻟﻰ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ الجامعية يؤدي إﻟﻰ ﻓﻘﺪان اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ مدّ جسور التواصل، فاﻟﺤﻮار بين اﻟﻄﻔﻞ والمحيطين ﺑﻪ يكسبه ﺧﺒﺮات ويوسع ﻣﺪارﻛﻪ الفكرية وينمي ﻋﻘﻞ اﻟﻄﻔﻞ ويساعده ﻋﻠﻰ التعليم وﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث والهوية واﻟﻔﻜﺮ، اﻟﺤﻮار يساهم ﻓﻲ ﺑﻨﺎء شخصية اﻟﻄﻔﻞ وﻫﻮ ﺿﺪ اﻟﻘﻤﻊ، واﻟﺤﻮار ﺿﺮوري ﻟﺸﻌﻮر اﻷﺑﻨﺎء ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻟﺮاﺣﺔ النفسية، ويعتبر وسيلة ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ الإﻗﻨﺎع.
يعد اﻟﺤﻮار اﻷﺳﺮي أﺳﺎسًا مهمًا ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت الأسرية الحميمة البعيدة ﻋﻦ اﻟﺘﻔﺮق واﻟﺘﻘﺎﻃﻊ حيث
1- يخلق اﻟﺘﻔﺎﻋﻞ بين اﻟﻄﻔﻞ وأبويه ﻣﻤﺎ يساعدهما إﻟﻰ دﺧﻮل ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﻔﻞ اﻟﺨﺎص، وﻣﻌﺮﻓﺔ إحتياجاته ويسهل اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ.
2- يجعل ﻣﻦ اﻷﺳﺮة ﻛﺎﻟﺸﺠﺮة اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺜﻤﺮ ﺛﻤﺎرًا ﺻﺎﻟﺤﺔ طيبة، وﻫﻲ اﻟﺴﻠﻮى ﻟﻬﺬﻩ الحياة.
3- يتعلم ﻛﻞ ﻓﺮد ﻓﻲ اﻷﺳﺮة أهمية اﺣﺘﺮام اﻟﺮأي اﻵﺧﺮ فيسهل ﺗﻌﺎﻣﻠﻪ ﻣﻊ الآخرين.
أﻫﺪاف اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ:
 – إﻧﻀﺎج ﻗﺪراﺗﻪ الفطرية وتحريك ﻃﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ.
 – اﻟﺤﻮار قضية تعليمية ﻣﺘﻌﺪدة اﻷوﺟﻪ والآليات.
 – اﻟﺤﻮار ﻧﻘﻞ اﻟﺘﺮاث والهوية واﻟﻔﻜﺮ ﻟﻠﻄﻔﻞ.
 – اﻟﺤﻮار عملية تربوية لتثبيت وإﻧﻀﺎج المفاهيم الأخلاقية.
صورة توضح المراحل المختلفة لنمو الطفل
 إنّ طبيعة اﻟﺤﻮار ﻣﻊ اﻟﻄﻔﻞ تأخذ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺮاﺣﻞ:
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ: ﺣﻮار الحديث واﻟﺤﺮﻛﺎت وهي من ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﻮﻻدة ﺣﺘﻰ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ.
وفي هذه المرحلة يقوم الوالدين بالتكلم الطويل مع الطفل ومناغاته والاهتمام بحركاته ومكافأته عليها واختيار ألعاب ﺗﻨﻤّﻲ ﻗﺪراﺗﻪ العقلية والجسدية.
تجنب أي ﺣﺮﻛﺔ منافية ﻟﻠﻌﻔﺔ واﻷﺧﻼق أمامه بل وممارسة الشعائر الدينية أمامه كالصلاة والدعاء.
التحدث مع الطفل ﺑﻠﻐﺔ صحيحة وفصيحة وﻛﺄﻧﻪ يفهم ما يقال مع عدم إظهار أي ملل منه.
اﻵﺛﺎر التربوية ﻟﻠﺤﻮار ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ العمرية:
1- تنمية اﻟﻘﺪرات الذهنية ﻟﻠﻄﻔﻞ وتهيئة البيئة الإجتماعية.
2- اﻹﻋﺪاد اﻟﺮوﺣﻲ واﻟﻤﻌﻨﻮي ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻟﻠﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﺮة.
3- اﻋﺘﺒﺎر اﻟﻄﻔﻞ ﻛﺄﺣﺪ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة الفاعلين والمشاركين.
4- اﻋﺘﺒﺎرﻩ مرحلة إعدادية ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺘﺮﺑﻮي الطويل.
يحصل اﻟﻄﻔﻞ ﻋﻠﻰ 50٪ ﻣﻦ ﻗﺪراﺗﻪ العقلية ﻓﻲ نهاية العام الثالث ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ الثانية: ﺣﻮار اﻟﺼﻤﺖ واﻹﻧﺼﺎت من سن اﻟﺮاﺑﻌﺔ ﺣﺘﻰ اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ.
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ يتكلم اﻟﻄﻔﻞ ويعبر ﻋﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﺰﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، وﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗﺖ ﻫﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻷﺳﺌﻠﺔ وﺑﻨﺎء ﻣﻌﺮﻓﺔ جدبدة بطريقة جديدة، وﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻗﺎﻋﺪﺗﻬﺎ الإنصات ﻷﺳﺌﻠﺔ الطفل ﺑﺎﻫﺘﻤﺎم.فأﺳﺌﻠﺔ اﻟﻄﻔﻞ ﺑﻮاﺑﺔ ﻻﻛﺘﺸﺎف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﻮﻟﻪ، وأداﺗﻪ ﻓﻲ تصحيح فهمه لما يحيط به،والحرص على حصوله على إجابته لكي لا يجدها بطريقة ﺧﺎﻃﺌﺔ، أو ﺗﻜﻮن غير صحيحة.
اﻷﺳﺌﻠﺔ ﺗﻌﺒّﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﻀﻮر وإﺛﺒﺎت الوجود فتجنب اجابته ﺑﺼﺪق ﻟﻜﻦ ﺑﺬﻛﺎء، وأﺳﺌﻠﺔ اﻟﻄﻔﻞ الجنسية ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻫﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ منظومته في فهم ما يدور حوله وهنا يجب الصدق في الإجابة ﻣﻦ غير ﻋﻤﻖ.
ﻓﻮاﺋﺪ اﻹﻧﺼﺎت إﻟﻰ أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻄﻔﻞ
1- تنمية شخصية اﻟﻄﻔﻞ.
2- تنمية ﻗﺪراﺗﻪ اللغوية وتمرينه ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻌﻤﺎل اﻟﻜﻠﻤﺎت والتعابير الجديدة.
3- اﻛﺘﺴﺎب اﻟﺨﺒﺮة واﻟﺘﺠﺎرب.
4- التدريب ﻋﻠﻰ اﻹﺻﻐﺎء واﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ اﻷﺟﻮﺑﺔ.
5- يؤكد ﺣﻀﻮرﻩ ﻛﺄﺣﺪ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة.
6- ﺗﺴﺎﻋﺪﻩ ﻋﻠﻰ التكييف اﻟﻨﻔﺴﻲ واﻟﺬاﺗﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ: ﺣﻮار الراشدين من سن اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ حتى اﻟﺮﺷﺪ.
التأكيد ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﻋﻠﻰ أهمية التربية العقلية والإيمانية ﻟﻠﻄﻔﻞ وكيفية ﻧﻘﻞ اﻟﻤﻔﻬﻮم الإيماني واﻟﻌﻘﺪي دون ترسيخ ﻣﻔﻬﻮم العصبية العمياء والكراهية للغير.
القواعد العقلية العامة في تنمية الانتماء العقدي للأطفال والعالم
1- اﻟﺮﺑﻂ بين اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ اﻟﻜﻮن وﻣﻮﺟﺪ ﻛﻞ ﺷﻲء واﻟﻮﺟﻮد.
2- إﺛﺎرة التفكير ﻋﻨﺪ اﻷﻃﻔﺎل ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻔﺖ اﻧﺘﺒﻬﺎﻫﻢ إﻟﻰ دﻗﺔ وتفاصيل اﻟﺨﻠﻖ.
3- أهمية الدين ﻟﻠﻄﻔﻞ ﻓﻲ الاﺳﺘﻘﺮار اﻟﻨﻔﺴﻲ. والدين يمنح اﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ سنين ﻋﻤﺮﻩ اﻷوﻟﻰ ﺳﻨﺪًا روحيًا بحيث يشعر ﻓﻲ ﻇﻠﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺼﻮن ﻣﻦ ﻛﻞ ﺳﻮء وليس ﻫﻨﺎك ﺛﻤﺔ اﻧﺤﺮاف أو ﺷﺬوذ سيواجه ﻓﻲ سيرته إذ يمنحه ﺷﻌﻮرًا ﺑﺎﻷﻣﻦ واﻟﻬﺪوء اﻟﻨﻔﺴﻲ ويصبح سببًا ﻻﻃﻤﺌﻨﺎﻧﻪ، وﺗﻤﻜﻨﻪ اﻟﺘﺤﺮك واﻻﻧﺪﻓﺎع ﺑﻘﻠﺐ ﻗﻮي وﺛﺎﺑﺖ.
أهم الطرق المتبعة في الحوار مع الأطفال
أوﻻً: طريقة التعليم
ﻫﺬﻩ الطريقة ﻫﻲ اﻷﻛﺜﺮ شيوعًا بين اﻵﺑﺎء، حيث يرى ﻣﻌﻈﻢ اﻵﺑﺎء أن ﻣﻬﻤﺘﻢ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ حياة اﻟﻄﻔﻞ تعليمه وإرﺷﺎدﻩ وﻫﺬا يحدث يوميًا ﺑﻞ لحظيًا.
ثانيًا: طريقة اﻟﺘﻌﺎﻃﻒ
في هذه الطريقة يبحث الطفل عمن يفهم مشاكله ويظهر تعاطفه معه لمساعدته على تحملها وتجاوزها، فمثلًا رفض أصدقاء الطفل في المدرسة اللعب معه قد لا تبدو مهمة للكبار ولكن قد تكون مشكلة ذات شأن كبير بالنسبة للطفل.
ثالثًا: أﺳﻠﻮب التشجيع واﻟﺜﻨﺎء
ﻫﺬا ﻣﻦ أﻫﻢ اﻟﻄﺮق ﻟﻺﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ السلوكيات السليمة لدى الطفل ومكافأته على ما يقوم به من أعمال حسنة.
راﺑﻌًا: طريقة التفاوض
والتي يتم فيها عقد اتفاقيات بين الطفل ووالديه حول متطلباته وشروط تحقيقها ومسؤوليته عما هو مكلف به.
ﺧﺎﻣﺴًا: طريقة اﻷواﻣﺮ واﻟﻨﻮاﻫﻲ
وعادة ما يتم اللجوء بكثرة لهذه الطريقة في حالات الانشغال ووجود ما يتهدد الطفل ولاختصار الوقت وضيقه .
يبقى الطفل أساس مشروع أية أسرة قدّر الله لها أن تتكون لتبني إنسانًا هو خليفة الله في أرضه
فلنكن على قدر تلك الأمانة تجاه ما وهبنا الله.






الحوار مع أبنائنا.. كيف نمدّ جسوره؟






أصبح الحوار ضرورة ملحة في مجتمع معاصر منفتح على كل شيء، وهو كوسيلة تواصل يعمل على دعم شخصية الأبناء وتحقيق التعاون والألفة، ويخلق مساحة من الود بينهم ويعمل على مساعدة الوالدين في التعرف على مشكلات أبنائهم وتوجيههم. إلا أن غالبية الآباء يجهلون أصول الحوار ويعجزون عن تحقيقه، فكيف نبني الحوار ونمد جسوره مع أبنائنا؟

الحوار يبدأ منذ الولادة


من الأهمية بمكان النظر في عيني الطفل منذ ولادته، ومناغاته والغناء له حتى وإن كان لا يفهم ذلك، كبداية للتواصل بينه وبين والديه لتنمية استعداداته وقدراته للحوار معهم في المستقبل.
حسن الإنصات والاستماع للأطفال له دور مهم في نجاح الحوار والتفاهم والتواصل، والإنصات لا يعني الاستماع فقط، بل يتعداه إلى استماع كل الأمر ثم اتباع أحسن الأقوال والتحاور والمناقشة فيها. فانشغال الوالدين بالهاتف، والتسرع بالإجابة، ومقاطعة الحديث وتحويله لموضوع آخر كل ذلك يدل على عدم الإنصات الجيد.
إن غياب الاستماع الجيد يؤدي إلى سوء الفهم، وسوء الفهم سوف يؤدي إلى المشاكل وتفكك العلاقات، لذلك على الوالدين إذا أرادوا أن يتقنوا الحوار الجيد مع أبنائهم أن يتقنوا الاستماع الجيد حتى يتحقق التحاور فيتشجع الأولاد للحديث مع والديهم.

تدريب الأطفال على الحديث









إن قيام الوالدين بسرد قصة حصلت معهم أمام أولادهم واستشارتهم وطلب رأيهم فيما حدث دون استهزاء أو تقليل من قيمتهم، يشجعهم على أن يستشيروأ آباءهم في أي أمر مهما كان صعبًا أو مخجلًا، وقد ضرب لنا الرسول (ص) مثالًا في الحوار، عندما أتى إليه مراهق يستأذنه في الزنا، وقد كان أحب شيء إلى قلبه، وخرج من عند الرسول والزنا أبغض شيء إلى قلبه، ذهب الشاب إلى الرسول لأنه يعرف أن سيستمع إليه، وسيمنحه مساحة للحوار، دون أن يؤنبه أو يزجره.

شارك أبناءك اهتماماتهم وعبر عن حبك لهم


نزول الوالدين لمستوى أبنائهم ومشاركتهم اهتماماتهم، مهما كانت حتى لو خارج نطاق خبراتهم الدراسية كفيلم كرتون، أو هواية كالرسم أو الكرة، سوف يشعرهم بالسعادة، ويسهم في بناء شخصياتهم بشكل متوازن ويمد جسور الحوار والتفاهم بينهم.
كما أن محور تربية الأولاد يدور أساسًا حول الحب، وهو من الحاجات الأساسية عند الإنسان،  فإظهار الحب للأولاد وعدم كتمانه هو من الأمور الأساسية التي تبني العلاقة بين الآباء والأبناء، فالطفل منذ ولادته يحتاج إلى الحب وعلى الوالدين تخصيص الوقت الكافي لاحتضانه وتقبيله، ومداعبته.

ولا يقتصر إظهار الحب على مرحلة الطفولة، بل في كل مراحل حياة الأولاد وكل حسب سنه، فعبارة: أنا أحبك، أنت كل حياتي… وغيرها من عبارات الحب لن تكلف الوالدين شيئًا، لكنها تعني للمراهق الكثير.
كذلك فإن تشجيع الأبناء على التعبير عن حبهم ومشاركتهم مشاعرهم تجاه أمور عديدة، حتى وإن كانت مزعجة، يفسح المجال للتبادل العاطفي لمعرفة ما يشعرون به ومشاركتهم ذلك.

راعِ الفروق الفردية ولا تحقق مع أبنائك


ينفرد كل فرد من أفراد الأسرة بشخصية لا تشبه شخصية الآخر، فالأسلوب الذي ينجح مع هذا قد يفشل مع الآخر، وعلى الوالدين اختيار طريقة تتناسب مع كل فرد حسب عمره وشخصيته والتعامل معهم على هذا الأساس.
كما أن استخدام أسلوب التحقيق في الحديث مع الأبناء يشعرهم بأنهم في محكمة، وهذا بدوره يشعرهم بالضيق والانزعاج ولا يشجعهم على الاستمرار في الحديث، فيكتفون بإجابات قصيرة دون ذكر تفاصيل.

كن رحب الصدر ولا تستهزئ


إن الاستهزاء والسخرية بما يقول الابن يخلف آثارًا نفسية خطيرة تدمر شخصية الطفل وثقته بنفسه، فتلتصق عبارات السخرية بهم طيلة حياتهم وتغلق أبواب الحوار بين الطفل ووالديه.
وإذا حدث خلاف بين الوالدين والأبناء في موضوع ما، فيجب تقبل هذا الاختلاف من الطرفين والاستمرار بالمناقشة بهدوء، ففي ذلك تعليم احترام الآراء، واستمرار التواصل والحوار رغم الاختلاف.
كما أن على الوالدين عدم تجاهل أسئلة أبنائهم أثناء الحديث معهم، والإجابة عليها قدر الإمكان، ولا ضير في الاعتذار إن لم تكن هنالك إجابة، فذلك يشجع على الحوار ويثريه.



تهاني مهدي



samedi 6 janvier 2018

كل ما يخص الطفل حديث الولادة




بعد ولادة الطفل تقع العديد من الأمهات في حيرة كبيرة للعناية بطفلها وخاصّةً إذا كان طفلها الأول، وتدخل في حيرة كبيرة عن طريقة إرضاع الطفل، وأسباب بكائه المستمر، وطريقة المحافظة على نظافته؛ لذلك سنقوم في هذا المقال بشرح هذه الأمور بطريقةٍ بسيطة.

طريقة إرضاع الطفل

إرضاع الطفل رضاعة طبيعية أفضل حليب له؛ فحليب الأم هو الغذاء الأفضل للطفل والأصح، ويوفر للطفل كل ما يحتاجه من معادن وفيتامينات مهمة لنموه، وكما أنّه سهل الهضم ويحمي الطفل من الإصابة بأي أمراض، ويزيد من الرابط بين الأم والطفل، ويقلل من نسبة إصابة الطفل بالحساسية. إذا كانت كميّة الحليب التي ينتجها الثدي غير كافية للطفل؛ يمكن اللجوء إلى الأطعمة التي تزيد من الحليب كالحلبة والطحينية وبعض الأدوية التي تباع في الصيدلية وتوصف من قبل الطبيب، وكما يمكن استخدام الحليب الصناعي المساعد المناسب لعمر الطفل. يجب قبل البدء بإرضاع الطفل غسل اليدين جيداً وحلمة الثدي، ويجب إرضاع الطفل من الثدي الأوّل لمدة عشر دقائق ثمّ إرضاعه من الثدي الآخر لمدة عشر دقائق؛ للحفاظ على وجود الحليب في الثديين، وللتأكد من أن الطفل يرضع بشكل صحيح يجب التأكد من فتح فم الطفل بشكل كامل؛ وذلك بإمساك الحلمة بإصبعي الشاهد والوسطى ووضعه في
فم الطفل، وبعد الانتهاء من إرضاع الطفل يجب تجشئت الطفل وذلك بحمله ووضع رأسه على الكتف والتربيت على ظهره بلطف.

صحة الطفل وأسباب بكائه

يجب الاهتمام في صحّة الطفل؛ فالشيء الوحيد الذي يعبّر به الطفل عن وجود ألم هو البكاء، ويجب مراجعة الطبيب عند عدم رغبة الطفل في شرب الحليب والبكاء المستمر أو الاصفرار والشحوب، ووجود تشنجات عضلية وارتفاع درجة الحرارة، ووجود ضيق في النفس أو الإسهال، وكما يجب أيضاً الاهتمام في منطقة السرة بعد ولادة الطفل وذلك بلفّها بقطعة صغيرة من القماش المعقّم وتنظيفها بالكحول ورش البودرة التي يصفها الطبيب لمنع حصول أي التهاب
.  
بعض النصائح للحفاظ على صحة الطفل
عطاء الطفل مطاعيمه في وقتها والالتزام بنصائح الطبيب. مراقبة وزن الطفل وقوّة دمه باستمرار؛ للتأكد من نمو الطفل بشكل صحيح. اختيار حفاضات مناسبة للطفل؛ بحيث تكون ذات امتصاص عالٍ ومريحة وناعمة على بشرة الطفل، وتغيّر الحفاظة بشكل مستمر، ويجب استخدام المناديل المبللة؛ لتنظيف الطفل جيداً ولمنع نمو البكتريا، واستخدام كريم مرطّب أو بودرة الأطفال أو زيت الأطفال. الحفاظ على نظافة الطفل وتحميمه يومياً قبل النوم باستخدام إسفنجة ناعمة؛ حتى لا تخدش جلده، والتأكّد من درجة حرارة المياه والغرفة.


jeudi 21 décembre 2017

كيف أقوي مناعة طفلي الرضيع




                                        صحّة الأطفال
تعتبر الأمراض أمراً طبيعياً يصاب به الأطفال كالرشح والتهابات الأذن الوسطى وغيرها، فهي تعزّز من مناعة الطفل لا سيّما بعد تجاوزه الستة أشهر من ولادته، فخلال الستة أشهر الأولى يكون الطفل قد اكتسب مناعة من أمه، ويكون جهازه المناعي غير مكتمل وغير محضّر لمقاومة الفيروسات والأمراض المختلفة. فما هي الطرق المستخدمة لزيادة المناعة لدى الطفل؟
طرق تقوية مناعة الطفل
_قدمي لطفلكِ الكثير من الفواكه والخضار ليتناولها وعوّديه على ذلك منذ الصغر؛ لأنّها بمجملها تحتوي على العناصر الغذائية الرئيسة، مثل: الفيتامينات، والمعادن الضرورية لبناء أنسجة وخلايا الجسم المختلفة، وتحديداً خلايا الدم البيضاء التي تعمل على مقاومة الأمراض والعدوى، إضافةً إلى أن تناولها يزيد من إنتاج الإنترفيرون، وهو عبارة عن جسم مضاد يغلف أسطح الخلية مانعاً عنها الفيروسات المختلفة، ومن أهم هذه الخضار والفواكه: الجزر، الفاصولياء الخضراء، البرتقال والفراولة.
_زيدي من عدد ساعات نومه، فبحسب الدراسات فإن الجسم عندما لا يأخذ كفايته من النوم والراحة تزيد لديه فرص الإصابة بالأمراض المختلفة، فعندما يأخد الجسم مقداراً كافياً من ساعات النوم، يقلّل بذلك عدد الخلايا القاتلة الطبيعية، والتي هي عبارة عن أسلحة جهاز المناعة التي تهاجم الميكروبات و الخلايا السرطانية، علماً بأنّ الطفل حديث الولادة ينام تقريباً 18 ساعة يومياً، وعندما يبدأ بالمشي تقل إلى 13 ساعة، وحسب الدراسات يتعبر النوم خلال الليل صحياً ومفيداً أكثر للجسم.
_إن كنتِ لا تملكين مشاكل مع الرضاعة الطبيعية، فاحرصي على ارضاعه منكِ؛ لأنّ حليب الأم يحتوي على أجسام مضادة وعدد كبير من خلايا الدم البيضاء التي تعزّز من مناعة جسمه، إضافةً إلى أنّ الرضاعة الطبيعية تحمي الطفل من الإصابة بأمراض مختلفة مثل التهابات الأذن، والتهاب السحايا، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ وغيرها.
_ احرصي على ممارسة الرياضة فهي تزيد من عدد خلايا الدم البيضاء التي تقتل الجراثيم والخلايا السرطانية، وعدا عن ذلك فهي مفيدة جداً من ناحية نفسية، وعندما تمارسيها سوف تعودي طفلكِ على ذلك أيضاً، ومن أكثر أنواع الرياضة إفادةً للجسم هي رياضة المشي، الركض، ركوب الدراجة، كرة السلة والتنس إضافةً إلى السباحة.
_عودي طفلكِ على الاعتناء بنظافته الشخصية كغسل يديه قبل وبعد تناول الطعام، عند العودة من المدرسة أو الانتهاء من اللعب بالكرة أو مع الحيوانات وغيرها، فأنتِ بذلك تحكي الجهاز المناعي لديه من الضغط وتمنعي انتقال الجراثيم والبكتيريا.
_ ابعدي طفلكِ عن الأماكن التي ينتشر فيها التدخين؛ لأنّه يؤثر على الطفل سلبياً من ناحية خلايا جسده، اكتمال نمو جهازه المناعي إضافةً إلى التسبب في كثير من الأمراض، مثل: التهاب الرئتين، والربو، والتهاب الأذن الوسطى، إضافةً إلى التهاب الرئتين.


تقوية المناعة عند الاطفال



يعتبر الصغار الأكثر عرضةً للإصابة بالأمراض والفيروسات، وذلك يعود لضعف المناعة لديهم نظراً لاستمرار نموهم، فإذا كان الطفل يعاني باستمرار من نزلات البرد والرشح، أو الإصابة بالتهاب الأذن أو التهاب اللوزتين، وبعض مشاكل المعدة؛ مثل: الإسهال أو الإمساك، فإن هذا يعني أن مناعته ضعيفة، إلا أنه من الممكن اتباع الطرق الآتية لتقوية المناعة عند الأطفال.
                             طرق تقوية المناعة عند الاطفال
الرضاعة الطبيعية تعتبر الرضاعة الطبيعة من أكثر الوسائل الطبيعية التي تقوي المناعة لدى الأطفال، حيث ثبت علمياً قدرتها على تقوية المناعة؛ لأنها تحتوي على كافة العناصر والفيتامينات والمعادن والأجسام المضادة التي يحتاجها الطفل لتكوين جهاز المناعة وتقويته، ولهذا يعتبر من يرضعون رضاعة طبيعة حتى بلوغهم العام من عمرهم أقل عرضة للإصابة بالتهاب اللوزتين والحلق والإنفلونزا ممن لم يرضعوا رضاعة طبيعية.
النظام الغذائي يجب تعويد الطفل على نظام غذائي صحي ومتزن يحتوي على الفواكه والخضروات الطازجة، والأطعمة الغنية بالبروتين؛ مثل: اللحوم والبيض، بالإضافة إلى الأطعمة المطبوخة في المنزل بدلاً من الأطعمة الجاهزة، كما أنّ تناول الحلويات بكثرة والسكاكر والمشروبات الغازية يؤدي إلى الإصابة بالسمنة وقلة التركيز، ولهذا ينصح بتناول الخضراوات والفواكه التي تقوي المناعة؛ مثل: تناول الرمان، والتفاح، والجزر، والتمر، والفاصولياء، والبطاطا، والبرتقال، والفراولة، ويتم إطعامها للطفل بعد تناول وجبة الغذاء بساعتين، أو كوجبة صباحية.
النوم يقوي النوم المناعة، وخصوصاً لدى حديثي الولادة، حيث يحتاجون إلى ما يقارب 18 ساعة من النوم يومياً، أما الأطفال الأكبر سناً فيحتاجون إلى 10-12 ساعة من النوم يومياً، مع أهمية الحصول على قيلولة خلال النهار، وتجنب السهر لوقت متأخر من الليل، والاستيقاظ مبكراً.
 الرياضة يفضل تعويد الطفل على ممارسة التمارين الرياضية بعمر صغير حتى تصبح أسلوب حياة، حيث من الممكن ممارسة رياضة المشي أو قفز الحبل، حيث تساعد الرياضة على تنشيط الدورة الدموية، وبالتالي تقوية جهاز المناعة في الجسم.
الهواء المنعش يجب أن يتعرض الأطفال باستمرار إلى الهواء النظيف والمنعش، بعيداً عن الهواء الملوث ودخان السجائر، وتعريض الطفل لأشعة الشمس بطريقة متوازنة حتى يحصل على فيتامين د اللازم لتقوية عظامهم ومناعتهم، مع أهمية تعريض الفراش الذي ينام عليه لأشعة الشمس وتهويته.
الحب إشعار الطفل بالحب والحنان الذي يحتاجه يقوي المناعة، حيث تلعب الحالة النفسية الإيجابية للطفل دوراً إيجابياً في تقوية المناعة والعكس صحيح أيضاً.
العادات الصحية من المهم جداً تعليم الطفل اتباع العادات الصحية الجيدة والصحيحة؛ مثل: غسل اليدين قبل الأكل وبعده، وبعد دخول الحمام وبعد اللعب، وعدم الاقتراب من المصابين بالأمراض، وغسل الأسنان، والحفاظ على نظافتها بعد تناول الوجبات، والحرص على عدم تناول أي نوع من الأطعمة المكشوفة، وغسل الخضروات والفواكه قبل أكلها، والاستحمام يومياً مع تغيير الملابس الداخلية.
 المضادات الحيوية يجب تجنب إعطاء الطفل أي مضادات حيوية دون استشارة الطبيب بالجرعة المناسبة للطفل، وعدم إعطائه المضاد على عاتق الأهل؛ لأن ذلك يؤدي إلى تقليل المناعة لديه.




ما معنى اطفال خدج




الأطفال هم زينة هذه الدنيا و الأمل و الدافع المتجدد للآباء و الأمهات للمسير بقوة في هذه الحياة الا ان عملية الحمل و الانجاب قد لا تسير على ما يرام فنسمع عن الأطفال الخدج فمن هم الأطفال الخدج و لمإذا سموا بهذا الاسم و هل يعانون من اي مشاكل صحية أو نفسية و كيفية الاهتمام بهم كل هذا ستجدينه معروضاً لدينا .
 الخدج باللغة العربية هو النقصان و في الناقة يقال الناقة الخِداج إذا ولدت ناقصه و في البشر هم الأطفال الذين يولدون قبيل موعد ولادتهم – النقصان يكون في فترة الحمل – فيولد الطفل قبل انهاء 37 اسبوعاً من الحمل – قبل دخول الأم شهرها التاسع في الحمل . و يتميز الأطفال الخدج بكونهم يولدون بوزن اقل من الوزن الطبيعي لنظرائهم في مثل فترة ولادتهم غالباً ما تكون اوزانهم اقل من 2.5 كيلوغرام و احياناً يتسبب نقص الوزن الشديد – اقل من 1.5 كيلو غرام – بوفاة الطفل بعد ساعات من ولادته بسبب الضعف الشديد .
و لكن لمإذا قد يولد الطفل قبيل موعده – قبل انهاءالأشهر التسعه - ؟؟
 هناك العديد من الاسباب التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة و التي تعتمد على الأم و صحتها و الوراثة و الجينات إضافةً إلى الأمراض و رحم الأم .
. 1. الأم و صحتها : إنّ حفاظ الأم على التغذية السليمة و الحفاظ على تزويد جسمها بالمعادن والفيتامينات يساهم في تزويد الجنين بما يحتاجه من هذه المواد دون حدوث نقص لدى الأم منها. فالجنين يحصل على كفايته من امه فعلى سبيل المثال يحصل الطفل على ما يلزمة من الحديد عن طريق الحصول على الحديد الموجود في دم الأم ففي حال عدم تدارك الأم للوضع و تغذية نفسها بالمواد التي تحتوي على الحديد سيؤدي ذلك إلى فقر الدم لديها و يعرضها إلى الولادة المبكرة لضعف جسدها . و يجدر الاشارة إلى أنّ العناية بالأم الحامل و عدم إرهاقها و تجنبها الأمراض المعدية خاصة الحصبة الالمانية يسهم بالعناية بالجنين و يساهم في اتمامه لفترة الحمل و ابعاد شبح الولادة المبكرة عن الأم و طفلها .
. 2. الأسباب الجينية : قد تتعرض الأم الحامل إلى عدة عوامل تتسبب في الولادة المبكرة لطفلها منها تعرضها للاشعة بانواعها على رأسها الاشعة السينية او الحمل باكثر من طفل في ذات الوقت – التوأم – الأمر الذي يشكل ارهاقاً على الرحم و توسعاً فيه من ما يجبر الأطبّاء على اتّخاذ قرار الولادة المبكرة . كما يمكن أن تحدث الولادة المبكرة نتيجة اختلاف فصيلة الدم بين الأم و طفلها – تصبح هذه الظاهرة اوضح عند اختلاف العامل الرايزيسي في الدم – و العامل الرايزيسي هو ما يشار له بالموجب والسالب عند اجراء فحص للدم و تحديد نوعه . كما أنّ للتشوهات الخلقية دوراً في الولادة المبكرة .
. 3.المشيمة : قد تصاب مشيمة الطفل – و هي المنطقة التي تربط جسم الجنين " الجبل السري " برحم الأم – ببعض المشاكل و الأمراض او العيوب من ما يبكر من موعد الولادة . 4. عمر الأم : لعمر الأم اثر كبير على قدرة الحمل فالأم الشابّة في العشرين او الثلاثين من العمر تمتلك جسداً قوياً يساعدها على تحمل مصاعب الحمل على عكس الأم دون ال18 أو الأم فوق ال40 عاماً التين تعانيان من ضعف في الرحم او مشاكل الحمل اكثر من غيرهما .
 بعض أنواع الإلتهابات و الجراثيم : قد تصاب الأم ببعض الالتهابات الجرثومية في الرحم خلال فترة الحمل من ما ينعكس سلباً على قوة الرحم و قدرته على تحمل مصاعب الحمل الأمر الذي قد ينتهي بالولادة المبكرة . و لكن لمإذا يجب ان يمكث الطفل الخديج في المستشفى و ما هي فترة بقائه فيه ؟؟ عادةً ما يقيم الأطفال الخدج في وحدة عناية خاصة بهم في المستشفى و ذلك لمرافبة اوضاعهم الصحية لان الطفل الخديج لم تتح له الفرصة لبناء اجهزة جسمة الداخلية بصورة كاملة فيعاني من نقص نمو في الجهاز الهضمي او التنفسي او تنظيم حرارة الجسد و تنظيم بنض القلب و ضغط الدم في الجسم . و لتجنب خسارة الطفل الخديج يتم وضعه في حاضنات تؤمن له درجة حرارة مناسبة لجسدة كما يتم تزويدها إذا دعت الحاجة بأجهزة مراقبة نبضات القلب و اجهزة للمساعدة على التنفس . و يعمل الاطباء على اجراء العديد من الفحوصات للأطفال الخدج للتأكد من سلامتهم . و تعتمد الفترة التي يمكث فيها الطفل في الحاضة على نمو الاجهزة الداخلية فالاطباء لن يسمحوا للاهل باخراج ابنهم في حال شكل الأمر خطورة على حياته .
كيف تتعامل الأم مع الطفل الخديج ؟؟ إنّ الطفل الخديج يحتاج إلى عناية اكبر من المولود الطبيعي و تنقسم العناية به إلى قسمين
: 1. العناية في الطفل الخديج في المستشفى : تبدأ هذه المرحلة بادخال الطفل إلى الحاضنة حيث يبدأ الاطباء و الممرضات بعملية الاشراف على الجنين الأمر الذي قد يزعج الأم التي ترغب بشوق لاحتضان الطفل و هنا نقول للام ان طفلك يحتاج لك اكثر من الاطباء . إنّ تلامس الأم و الطفل يوطد العلاقه فيما بينهما لذلك يجب أن لا تترك الأم مسؤولية العناية بالطفل للممرضات و الاطباء حيث يمكنها المكوث إلى جوار طفلها و ملامسته بيديها ان كان الاحتضان صعباً كما يمكنها التعلم على كيفية الحركة وسط الاجهزة المحيطة بالطفل لتجنب اذيته . كما أنّ الطفل الخديج يحتاج إلى الغذاء الصحي المناسب لاستكمال نموه فإذا سمح لك الاطباء بإرضاع الطفل قومي بذلك و ان كان صعباً يمكنك الاستعانه بالممرضات لتعليمك كيفية سحب الحليب و وضعه في زجاجات الارضاع و أساليب تعقيم الزجاجات
. 2. مرحلة العناية المنزلية : بعد خروج الطفل من الحاضنة و اصطحابة إلى المنزل يمكن للام إجراء العديد من الأمور للعناية بصحته اهمها تجنب الاختلاط بالزوار و تعريضه لهم خاصة اولئك المصابين بالأمراض التنفسية لما لذلك من تأثير سلبي على صحة جهازة التنفسي . تعقيم اليدين جيداً قبل ملامسة الطفل لتجنب نقل الأمراض و الجراثيم له . مراقبة تنفس الطفل و ضربات قلبه و اسلوب غذائه لتجنب اي مشاكل في نقص نمو الاجهزة لديه .
 طفلي الخديج صغير الحجم : لا تخافي من حجم الطفل الصغير عند ولادته فالأمر طبيعي جداً و سيبقى الطفل أقل حجماً من أقرانه حتى يصل إلى سن السنتين تقريباً حيث يبدأ بالإقتراب من حجم الأطفال في مثل سنه . و النصيحة الأهم في التعامل مع الطفل الخديج لا تنسي طرح أي اسئلة أو ملاحظات لديك على الطبيب المختص فهو الأقدر على مساعدتك .


jeudi 2 février 2017

أحاديث خاصة بالتربية



كما أوجب الله عزوجل حقوق البر والاحسان بالوالدين فرسولنا عليه الصلاة والسلام وضح وشرح حقوق الأبناء على الوالدين وفضل حسن معاملتهم وتربيتهم و اهمية ووجوب العدل بين الأولاد...
بالفعل أتمنى من كل أم وأب ان يقتدوا بكلام رسولنا الكريم...
_ روى الطبراني عن علي كرّم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
((أدبوا أولادكم على ثلاث خصال حب نبيكم وحب أهل بيته وقراءة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبياء الله وأصفيائه )) (رواه أبو النصر عبد الكريم بن محمد الشيرازي في فوائده)
لا يوجد شيء أروع في الطفل من أن يُتقن القرآن، يُتقن تلاوته يُتقن فهمه، يُتقن العمل به، وهذا معنى قولِهِ تعالى:
﴿الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (سورة البقرة)
_ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «رحم الله والدين أعانا ولدهما على برّهما» ذكره الديلمي عن علي بن أبي طالب
وقد وردت بهذا المعنى أحاديث أخرى ضعيفة، قال العراقي: حديث: رحم الله والدا أعان ولده على بره ـ أخرجه أبو الشيخ ابن حبان في كتاب الثواب من حديث علي بن أبي طالب وابن عمر بسند ضعيف، ورواه النوقاني من رواية الشعبي مرسلا.
وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد باب: باب بر الأب لولده: عن ابن عمر قال: إنما سماهم الله أبرارا، لأنهم بروا الآباء والأبناء كما أن لوالدك عليك حقا كذلك لولدك عليك حق. قال الشيخ الألباني: ضعيف.
والمعنى المقصود بذلك ـ والله أعلم ـ أن يحسن الوالد إلى ولده ولا يكلفه ما لا يطيق، ويتغافل عن هفواته ويشكر له إحسانه، ولا يقصر في حقه حتى لا يدفعه إلى العقوق، قال الغزالي معلقا على هذا الحديث: أي لم يحمله على العقوق بسوء عمله. اهـ
وقال المناوي: بتوفيته ما له عليه من الحقوق، فكما أن لك على ولدك حقا فلولدك عليك حق فمتى كان الوالد غاويا جافيا جر ولده إلى القطيعة والعقوق. اهـ
وقال العبدري: والصحبة مع الأهل والولد بالمداراة وحسن الخلق وسعة الصدر وتمام الشفقة وتعليم الكتاب والسنة والأدب وحملهم على الطاعات: قال الله تعالى يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة الآية ـ وقال عليه الصلاة والسلام: رحم الله والدا أعان ولده على بره ـ بالإفضال عليه والصفح عن عثراتهم والغض عن مساويهم ما لم تكن إثما أو معصية.
والله أعلم.