dimanche 10 janvier 2016

العزلة أخطر من التدخين والسمنة


العزلة أخطر من التدخين والسمنة

0014
وكالات – لأكثر من عشرين عاما مضت ، كانت الدراسات تسلط الأضواء على الارتباط القوي بين العلاقات الاجتماعية والصحة وحتى طول العمر، الى ان  كشفت دراسة حديثة أن العزلة لا تسبب التعاسة فقط بينما تؤثر على جهاز المناعة في الجسم مما يسبب حدوث الامراض بسبب الانعزال الطويل عن الناس.
فقد قام باحثون من جامعة نورث وسترن وجامعة برينستون في الولايات المتحدة الأمريكية من تحليل الارتباط بين العلاقات الاجتماعية والصحة في جميع مراحل الحياة، مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل مختلفة مثل مؤشر كتلة الجسم والعمر وغيرها . وبالنسبة للمراهقين فإن العزلة تلعب دورا اساسيا في زيادة الوزن وذلك بسبب قلة اللياقة البدنية، كما أن خمول الجسم يعزز من حدوث الالتهابات بمختلف انواعها .أما لكبار السن فإن العزلة محفوفة بالمخاطر وخاصة حدوث مرض السكري على المدى البعيد بالإضافة لارتفاع ضغط الدم وما يتبعه من مشاكل تؤثر على الفرد المنعزل.
وبالمقابل فإ الافراد الذين يعيشون وسط اجواء سواء اسرية او ارتباطات مع الاصدقاء والزملاء فإمهم يظهرون مقاومة للامراض ويتمتعون بصحة جيدة مقارنة مع غيرهم .
ويوصي الاطباء الافراد بضرورة كسر العزلة والانفتاح على الآخرين كذلك قبول الدعوات والسفر والخروج في رحلات متنوعة من شأنها ان تخرج الشخص عن نمطه اليومي الروتيني. كما أن تكوين الصدقات والاشتراك في الأعمال الخيرية، مثل القراءة للمكفوفين أو مساعدة المحتاجين تقلل بنسبة كبيرة من الشعور بالوحدة.
 حبس الذات
..وتوصي دراسة وضعها مركز مايو كلينك الطبي الدولي انه لبناء حياة داخلية تمهد لتحقيق الذات، يجب تحديد حجم انعدام الأمان الكامن فينا في المقام الأول.
وكان أثبت عدد   من الباحثين في مجال علم النفس أن قوتنا الحقيقية تكمن في تقبل ضعفنا لأن الضعف يشكّل بداية للحب والحميمية والسعادة والتعاطف والابتكار والإبداع.
وانه  في المقابل، يعني ،ضرورة عدم  حبس الذات»  داخل نقاط الضعف» الابتعاد عن التجارب التي تعطي معنىً للحياة.
ويجب أن نفهم أن السقوط جزء من رحلة الحياة وهو يجعلنا نشعر بوجودنا. كلما انغمسنا في أهوال الحياة اليومية، سيزيد شعورنا بالحرية والقوة والحب. وبعد مرحلة التحرر، لن نرغب في اقتناء شيء لأننا سنشعر بأننا نملك ما نريده وأن الغنى الداخلي كبير بما يكفي
الوحدة لها تأثير يضاعف خطورة السمنة
وأضاف باحثون من جامعة شيكاغو أن الوحدة لها تأثير يضاعف خطورة السمنة، حيث تضعف قدرتنا على محاربة الفيروسات، وتسبب في حدوث نوبات قلبية أو السكتات الدماغية ورفع ضغط الدم وتعمل أيضا على زيادة فرصة الإصابة بالاكتئاب.
وأوضحت الاختبارات التي أجريت على عدد من النساء والرجال الذين تتراوح أعمارهم 50 عاما، أن جينات معينة في الجهاز المناعي كانت أكثر نشاطا لدى الأشخاص الذين يشعرون بالعزلة الشديدة، وهذا يفسر أنهم يعانون من نقص في الاستجابة المناعية التي تحارب الفيروسات وتزيد الالتهابات، وهي عملية ترتبط بقضايا صحية لا حصر لها من بينها أمراض القلب والهشاشة.
ونشرت هذه الدراسة في دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، ويسلط الضوء على أن الوحدة يمكن أيضا أن تسبب اضطرابا في النوم، وعدم القدرة على النوم بعمق بدون أقراص منومة.
دراسة أخرى من جامعة برغام يونج الأمريكية كشفت أن مخاطر الوحدة والعزلة عن المجتمع على الصحة ليست بأقل من مخاطر التدخين وغيره من العوامل التي تؤذي الصحة. لذلك تطالب هذه الدراسة الأطباء والخبراء الصحيين بأخذ مخاطر الوحدة على محمل الجد كغيره من العوامل التي تؤثر على الصحة كالتدخين، الافراط في الوزن والغذاء السيء. فقد قام مشرفو هذه الدراسة بتحليل ١٤٨ بحثا ودراسة قديمة حول اسباب الوفاة ومخاطرها، والتي وفرت بيانات عن اكثر من ٣٠٠ ألف شخص في هذه الدراسات.
 البيئة الاجتماعية والوفاة
وقد تم إستنتاج أن الأشخاص المحاطين بالاقارب والرفاق لهم احتمال العيش اكثر وبنسبة ٥٠ في المئة بالمقارنة مع الأشخاص ذوي بيئة اجتماعية فقيرة وضعيفة.
وهذا يعد اثراً سلبياً كبيراً للغاية على الصحة مثل التدخين، الافراط في الوزن وقلة الحركة.
وبما أن البيئة الاجتماعية والوفاة لهما علاقة بعمر الانسان، ينبغي على الأطباء بإلقاء النظرة ليس فقط على البيئة الإجتماعية وطبيعة الحياة لدى المسنين. حيث كان متوسط العمر في بيانات المشاركين في جميع الدراسات ٦٤.
وبمقارنة عامل الوحدة والعزلة الأجتماعية مع المخاطر الأخرى التي تؤذي الصحة وتزيد من إحتمال وفاة الإنسان حسب الدراسة:
− تأثير الوحدة مثل تأثير تدخين ١٥ سيجارة يوميا.
− الوحدة تضر بقدر تعاطي الكحول.
− الشعور بالوحدة هو أكثر ضررا من عدم ممارسة الرياضة.
− ضرر الوحدة هو ضعف الضرر الناجم عن الوزن المفرط.