samedi 22 mars 2014

أطباء القلوب



  
قصة وعبرة 
. 
. 
جاء رجل إلى إبراهيم بن أدهم وكان من أطباء القلوب فقال له : إن نفسي تراودني المعصية ولا أستطيع كبح جماحها، وإنى مسرف على نفسي فأعرض عليّ ما يكون زاجراً لها . 
  
فقال له إبراهيم بن أدهم : إن قدرت على خمس خصال لن 
تكون من العصاة . فقال الرجل _ وكان متشوقاً لسماع موعظته _ : هات ما عندك يا إبراهيم .  
فقال إبراهيم :  
الأولى إذا أردت أن تعصي الله فلا تأكل شيئاً من رزقه ، فتعجب الرجل 
ثم قال متسائلاً : كيف ذلك والأرزاق كلها من عند الله ؟  
فقال إبراهيم : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تأكل رزقه وتعصيه . قال : لا ، يا إبراهيم هات الثانية. 
  
فقال إبراهيم : إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن بلاده ،  
فتعجب الرجل أكثر من تعجبه السابق 
ثم قال : كيف ذلك والبلاد كلها ملك الله ؟  
فقال له إبراهيم : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تسكن بلاده وتعصيه ؟ قال : لا ، يا إبراهيم هات الثالثة .  
  
فقال إبراهيم : 
إذا أردت أن تعصي الله فانظر مكاناً لا يراك فيه فاعصه فيه .  
فقال : كيف ذلك وهو أعلم بالسرائر ( يعلم السر وأخفى ) ويسمع دبيب النملة على الصخرة الصماء في الليلة 
الظلماء ؟  
فقال له إبراهيم : إذا كنت تعلم ذلك فهل يجدر بك أن تعصيه ؟  
قال : لا ، يا إبراهيم هات الرابعة .  
  
فقال إبراهيم : إذا جاءك ملك الموت ليقبض روحك فقل له : أخِّرنى إلى 
أجل معدود .  
فقال الرجل : كيف ذلك والله تعالى يقول ( فَإذا جَاءَ أجَلُهم لاَ يَسْتأخِرون سَاعَة ولاَ يَسْتَقدِمون ) ؟  
فقال له : إذا كنت تعلم ذلك فكيف ترجو النجاة ؟  
قال : نعم . هات الخامسة يا إبراهيم .  
  
فقال : إذا جاءك الزبانية وهم ملائكة جهنم ليأخذوك إلى جهنم فلا تذهب معهم  
فقالوكيف يكون هذا؟ والله يقول إذا جاء أجلهم (لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) 
فقال إبراهيم بن أدهم فإذا علمت قدر نفسك، لا تستطيع أن ترد ملك الموت، أو زبانية العذاب فلم تعصه؟ 
  
  
فكانت بعد ذلك توبه نصوح لذلك الرجل الذي اراد ان يعصي الله 
واسأل الله ان يتوب علي وعلى كل من قراء هذه الموعظة وعلى كل من نشرها وعلى كل المسلمين .. اللهم آمين . 
  
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire