dimanche 8 février 2015

الوسواس قهري






 تُعرف الوساوِس بأنها أفكار أو إندفاعات أو صور ذهنية مقتحمة ومستمرة ومعاودة تقتحم مجرى الوعي فجأة وتتداخل مع النشاط الذي يؤديه الفرد ، وتتعلق هذه الأفكار والصور الذهنية والاندفاعات غالبا بما لا يحبه الفرد وما لا يتفق معه ، ومن ثم يدركها الفرد باعتبارها أفكارا شاذة وغريبة وغير مناسبة مما يسبب له قلقا وكربا ملحوظين ، وبالرغم من ذلك فإنها تراوده وتعاوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها ، ويبذل المريض كثيرا من طاقته لمحاولة درء مثل هذه الأفكار من ذهنه ، حتى يصبح شاغله الشاغل هو القضاء عليها واستبعادها ، آنا باستخدام منطقه في إقناع نفسه بعدم واقعيتها وجدواها ، وآنا آخر باللجوء إلى الآخرين لإقناعه بذلك ، وتلك الأفكار والصور الذهنية والاندفاعات ، ليست ببساطة قلقا زائد حول مشكلات الحياة الواقعية ، ويحاول الفرد تجاهل أو كبح تلك الأفكار والصور الذهنية والاندفاعات أو تحييدها ببعض الأفكار أو الأفعال الأخرى ، ويدرك الفرد أن تلك الأفكار والصور الذهنية والاندفاعات من نتائج عقله هو وليست مفروضة عليه من الخارج.
الخطوة الأولى في علاجك الذاتي لوساوسك هو أن تتعلمى تمييز الوساوس المسيطرة على تفكيرك، من خلال فهم عميق بأن الشعور المزعج جدا في هذه اللحظة هو وسواس مستحوذ أو أنه إلحاح قهري، وحتى تفعلى ذلك، من المهم أن تعى أن هذه الأفكار المتطفلة إنما هي أعراض لإضطراب مرضي، عن طريق التركيز الشديد الذى يتطلب منك المعرفة اليقينية والتسجيل الذهني لأعراض هذه الوساوس أو الإلحاحات. على سبيل المثال: \"هذه الفكرة هي مجرد وسواس\"، \"هذا الإلحاح هو مجرد إلحاح قهري،\" لابد أن تسعى لإدارة هذه الأفكار والإلحاحات الشديدة المنتقلة بيولوجيا والتي تتطفل بإلحاح في العقل، وهذا يعني أن تصرفى جهدك للإبقاء على وعيك في ما نسميه بالمراقب الحيادي. وهي القوة المراقبة في داخلنا والتي تعطي كل شخص القابلية لمعرفة الفرق بين ما هو حقيقي وما هو مجرد عرض، ومن ثم الوقاية من الرغبة الملحة المرضية حتى تبدأ فى الذبول والاختفاء.
الهدف من الخطوة الأولى هو تعلم إعادة تسمية الوساوس المتطفلة والإلحاحات في عقلك على أنها وساوس مسيطرة ، على أن تتم هذه التسمية بطريقة حازمة، إبدأى بتسميتها بهذه التسمية، استخدم التسميات: \"استحواذ\"، و\"إضطرار\"، على سبيل المثال دربى نفسك للقول: \"أنا لا أعتقد أو أحس أن هذه الفكرة نابعة من عقلى ، إنما هى وساوس .\" أو \"أنا لا أحس أنني أعتقد فى صدق هذه الأفكار إنما أعاني من إلحاح قهري لتصورها.\" لابد لك من تعلم تمييز الأفكار والإلحاحات المتطفلة على أنها مرض الوسواس القهري، في هذه الخطوة الأولى - خطوة إعادة التسمية - الفكرة الأساسية منها هي أن تسمي الوساوس الملحة والإلحاحات القهرية بإسمها الحقيقي، أعيدى تسميتها ، حتى تبدأى فى قهم أن هذه الصور إنما هى إنذار زائف ليس لها علاقة بتفكيرك 
الطبيعى .

أن هذه الأفكار لا تعني ما تقوليه، إنما هي مجرد إشارات زائفة تأتي من المخ، من المهم أيضا أن تتذكري أن مجرد إعادة تسمية هذه الأفكار والإلحاحات لن يجعلها تزول، وفي الواقع إن أسوء شيء من الممكن أن تقومى به هو أن تحاول أن تجعليها تختفي، لن تنجحي في ذلك، لأن الأفكار والإلحاحات سببها حيوي وهو خارج عن نطاق إرادتك، ما تستطيعي أن تتحكمي فيه هو سلوكك في رد الفعل لهذه الإلحاحات.
من خلال إعادة التسمية ستعرفي أنه مهما كانت حقيقة شعورك بها فإن ما تقوله هذه التصورات ليس حقيقيا، الهدف هو أن تتعلمي كيف تقاوميها، هذه العملية تتطلب الصبر والجهد الحثيث، أما محاولة إلغاء هذه الأفكار والإلحاحات في خلال ثوان أو دقائق لن يسبب سوى الإحباط وتحطيم المعنويات والتوتر، وفي الحقيقة سيجعل الإلحاحات تسوء، وربما أهم شيء يمكن تعلمه في هذا العلاج هو أن رد فعلك تجاه هذه الأفكار والإلحاحات إنما هو تحت سيطرتك مهما كانت قوية ومزعجة، الهدف هو التحكم في رد فعلك لهذه الأفكار والإلحاحات، وليس الهدف هو أن تتحكمى في الأفكار والإلحاحات نفسها.
الخطوة الثانية: أعيدى نسبة هذه التصورات لمرض الوسواس :النقطة الرئيسية لعلاج مرض الوسواس القهري يتلخص فى حقيقة مؤداها: \"لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،\" هذا هو نداءنا في مقاومة الوساوس ، فإلحاحات مرض الوسواس القهري ليست لها معنى، وأنها ليست سوى إشارات زائفة في المخ، علاج السلوك الذاتي يعطيك فهما أعمق لهذه الحقيقة، أنت تعملى للحصول على الفهم العميق الذي يفسر لك السبب في أن نفسك تلح عليك بهذه التصورات والأفكار ، إذا كنت تعلمى أن الفكرة غير منطقية لماذا إذن تستجيبى لها؟ أن نفهم لماذا هذه الفكرة قوية ولماذا هذه الفكرة لا تذهب هو المفتاح لتقوية إرادتك في مصارعة الحاح هذه التصورات ، الهدف هو إعادة نسبة شدة الوسواس والإلحاح إلى مصدرها الحقيقي، وأيضا المعرفة أن الشعور والإنزعاج سببه إضطراب الوسواس القهري، وإنها حالة مرضية، فهمها على حقيقتها هي الخطوة الأولى للوصول إلى فهم أعمق بأن هذه الأعراض ليست كما تبدو، ستتعلمى أن لا تأخذيها مأخذا جديا.
النقطة الرئيسية في إعادة النسبة هي أن تدركى أن التطفل والشدة الملوعان لأفكار مرض الوسواس القهري سببها حالة مرضية، بسبب الاختلال في كيمياحيوية المخ تصبح هذه الأفكار والإلحاحات شديدة التطفل، هذا هو السبب في أنها لا تغادر، بإمكانك تغيير الخلل في كيمياحيوية المخ عند اتباعك لأسلوب الأربع خطوات، هذا قد يتطلب منك العمل الجاد لأسابيع أو لأشهر، وفي الوقت الحالي فهم الدور الذي يلعبه المخ في مرض الوسواس القهري من وساوس وإلحاحات سيساعد على تجنب واحدة من أكثر الأمور إضرارا وتحطيما للمعنويات ، وهو المحاولة المحبطة للتخلص من الأفكار والإلحاحات، ليس بإمكانك التخلص منها بشكل سريع، ولكن تذكرى أن لا تستجيبى لهذه الأفكار بقيامك بما تطلب، لا تأخذيها مأخذ الجد، لا تستمعى إليها، أنت تعلمى ما هي، إنها أفكار زائفة من المخ سببها حالة مرضية تسمى مرض الوسواس القهري، استخدمى هذه المعلومة لتجنب العمل بما تطلبه منك.
أكثر الأمور فاعلية والتي بإمكانك القيام بها والتي ستغير دماغك للأفضل في المدى الطويل هي تعلم كيفية وضع هذه الأفكار والمشاعر على جنب وإكمال طريقك إلى السلوك التالي. محاولتك لأن تجعلى الأفكار تذهب سيتسبب فى زيادة توترك ، والتوتر يجعل من مرض الوسواس القهري أسوء حالا، استخدام طريقة إعادة النسبة سيساعدك على تجنب الاستسلام لهذه التصورات. بإمكانك أن تتجاهلى الإلحاح والاستمرار، تذكرى: \" لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري،\" بإمكانك تغيير دماغك وجعل الشعور مخففا إذا رفضت الاستماع إلى الأفكار أو العمل على تنفيذها. إذا صدقت الإلحاحات وبدأت بتنفيذها ربما ستحصلى على راحة لحظية، ولكن في وقت قصير جدا سيزداد الإلحاح حدة، هذا قد يكون أهم درس يجب أن يتعلمه المصابين بمرض الوسواس القهري، وهذا سيساعدك على تفادي أن تكونى المخدوعة الذي تقع فى شرك الوسواس القهري في كل مرة.
خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة عادة يعمل بهما في نفس الوقت وذلك حتى نحصل على فهم أعمق لما يحدث حقيقة عندما يسبب لك مرض الوسواس القهري الألم الشديد. أعيدى تسميته أو سمها بإسمها الحقيقي على أنه إلحاح أو إضطرار وأدركى ذلك بوعي تام، وابتعدى عن الفهم السطحي لمرض الوسواس القهري، واحصلى على فهم أعمق بأن هذه الوساوس والإلحاحات ليست إلا وقوع في حالة مرضية.
الخطوة الثالثة: أعيدى التركيز
خطوة إعادة التركيز هي خطوة العمل الحقيقي، في البداية من الممكن أن تفكرى فيها على أنها مفهوم: \"بلا ألم لا تحصلى على ربح،\" الممارسة العقلية تقابل الرياضة البدنية، في عملية إعادة التركيز إنك لديك عمل عليك البدء فيه، لابد لك من بذل الجهد والإدراك الواعي ، وهذا العمل هو تعلمك متى تنتقلى إلى سلوك آخر، فكرى في جراح يغسل يديه قبل العملية الجراحية، هذا الجراح لا يحتاج إلى ساعة موقتة تخبره متى يتوقف عن الغسل، بعد قليل سيكون السلوك الذي يليه أتوماتيكي، وبعد قليل يحصل على شعور يخبره بأنه قد قام بالغسل بما فيه الكفاية، ولكن في المقابل الناس المصابين بمرض الوسواس القهري لا يمكنهم الحصول على الشعور بأن العملية قد انتهت متى ما انتهت، فالغيار الأوتوماتكي قد تعطل عن العمل، من حسن الحظ فأن الخطوات الأربع غالبا تصلح العطل، الفكرة الكامنة في عملية إعادة التركيز هي أن تعملى من حول وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري عن طريق تحويل الانتباه إلى شيء آخر، حتى ولو لبضع دقائق، في البداية من الممكن أن تختارى سلوك معين لاستبدال هذه الصور والأفكار، من الممكن استبدالها بأي عمل بناء وممتع بالخصوص إذا كانت هواية، على سبيل المثال من الممكن أن تتخذى القرار للمشي أو التمرين أو القراءة أو اللعب بلعبة على الكمبيوتر أو الخياطة أو لعب كرة السلة.
عندما يأتي الوسواس إبدأى بإعادة تسميته على أنه وسواس مستحوذ أو رغبة ملحة، ثم أعيدى نسبته على أساس أنك مصابة بالحالة المرضية الوسواس القهري، ثم أعيدى تركيز انتباهك إلى العمل الآخر الذي اخترته لنفسك، ابدأى عملية إعادة التركيز عن طريق عدم تصديق أعراض الوساوس القهري أو الرغبات الملحة، قولى لنفسك: \"أنا أحس بعرض من أعراض مرض الوسواس القهري، أنا أحتاج أن أقوم بعمل آخر،\" لابد لك من أن تدربى نفسك على طريقة جديدة للاستجابة للوساوس والإلحاحات عن طريق توجيه انتباهك إلى شيء يختلف عن أعراض مرض الوسواس القهري، الهدف من العلاج هو التوقف عن الاستجابة لأعراض مرض الوسواس القهري مع الإقرار بأن هذه الأحاسيس المزعجة ستضايقك لفترة قصيرة، وستبدأى بالعمل من حولها عن طريق القيام بسلوك مختلف، وستتعلمى أنه حتى لو أن الشعور بمرض الوسواس القهري كان موجودا لا يعني ذلك أنها ستتحكم بما ستفعليه، أنت تتخذى القرار عما ستقومى به، بدلا من الاستجابة لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري كما لو كنت مبرمجة فعن طريق إعادة التركيز ستستعيدى قوة اتخاذك للقرار، هذه الإضطرابات الكيمياحيوية في المخ لم تعد تتحكم فيك.

قاعدة الـ 15 دقيقة
إعادة التركيز ليست عملية سهلة، ليس من الصدق القول أن صرف النظر عن الأفكار والإلحاحات والمضي إلى السلوك الآخر لا يتطلب الجهد الكبير واحتمال لبعض الألم، ولكن لا يمكن تغيير المخ إلا بعد تعلم كيفية مقاومة أعراض مرض الوسواس القهري، لتقلل من الألم بعد مضي الوقت، الفكرة تتلخص فى أن تؤخرى استجابتك لوسواس مستحوذ أو رغبة ملحة للقيام بعادة اضطرارية لوقت ما، ومن الأفضل أن يكون الفاصل الزمني على الأقل 15 دقيقة قبل أن تفكرى بالاستجابة للوسواس أو الإلحاح، ولكن في البداية أو عندما يكون الإلحاح في أشده قد تحتاجى أن تجعلى مدة الانتظار أقصر، على سبيل المثال 5 دقائق، ولكن القاعدة هي ذاتها دائما: لا تستجيبى للإلحاح من غير أن يكون هناك تأخير في بعض الوقت.
تذكرى أن مدة الانتظار هذه ليست فترة ركود إنما هي مدة العمل بشكل نشط، وذلك عن طريق إعادة التسمية وإعادة النسبة وإعادة التركيز، ولابد لك أن تدركى بوعي أنك تعيدى تسمية هذه المشاعر على أنها مرض الوسواس القهري، وإعادة نسبتها إلى خلل كيمياحيوي في المخ، فمرض الوسواس القهري هو السبب في هذه المشاعر، وهو ليست كما يبدو، إنها رسالات زائفة تأتي من المخ. بعد ذلك قومى بسلوك آخر، بإمكانك القيام بأي سلوك ممتع وبناء، بعد انتهاء مدة الانتظار أعيدى تقييم الإلحاح، واسألى نفسك إن كان هناك أي تغير في حدتها وسجلى ذهنيا أي تغيير، فإن أي تغيير سيعطيك الشجاعة للانتظار مدة أطول، ستتعلمى أنه كلما كانت مدة انتظارك أطول كلما سيتغير الإلحاح، الهدف سيكون دائما 15 دقيقة أو أكثر، وكلما تمرنت ستلاحظى أن نفس الجهد الذي تبذليه سيضعف من الحدة بشكل أكبر، عموما كلما جربتى قاعدة الـ 15 دقيقة كلما أصبحت العملية أسهل، بعد فترة بسيطة ربما ستغيرى المدة إلى 20 دقيقة أو 30 دقيقة أو أكثر من ذلك.
التأثير يأتي مما تفعليه، من المهم جدا أن تغيري من انتباهك بعيدا عن الوسواس أو الإلحاح إلى نشاط معقول، لا تنتظري أن يختفي الوسواس أو الشعور، لا تتوقعي أن تغادر الأفكار لحظيا، والأهم من ذلك أن لا تفعلي ما يطلبه منك مرض الوسواس القهري، بدلا من ذلك ابدأي بأي نشاط بناء أنت تختاريه لنفسك، ستلاحظي أن إقامة فترة زمنية بين بداية الإلحاح وبين حتى التفكير في الاستجابة سيخفف من الرغبة الملحة وسيغيرها، والأهم من ذلك أنه حتى لو لم يتغير الإلحاح حتى ولو بشكل بسيط (كما يحدث في بعض الأحيان) ستتعلمى أن لديك بعض التحكم في ردود فعلك لهذه الرسائل الزائفة من دماغك.
هذه الممارسة من الإدراك الواعي والمراقبة الحيادية ستمنحك القوة، خصوصا بعد سنوات من الإحساس أنك تحت سيطرة قوة غريبة لا يمكن تفسيرها، الهدف البعيد المدى من إعادة التركيز هو – طبعا – أن لا تستجيبى للإلحاح أو لمرض الوسواس القهري، ولكن الهدف الأولي هو أن تفرضى فترة زمنية قبل أن تقومى بعادة ملحة، وأن تتعلمى أن لا تدع مشاعر مرض الوسواس القهري يحدد ما تفعليه.
ستكون الإلحاحات هذه قوية جدا في بعض الأحيان، وربما ستستجيبى لها، هذه الاستجابة ليست دعوة لكي تنهزمى، أدرك أنك كلما طبقت الخطوات الأربع كلما تغيرت أفكارك ومشاعرك، وإذا استسلمتى واستجبتى للإلحاح بعد فترة وجيزة وأنت في مرحلة إعادة التركيز، فإعملى بجهد خاص لإعادة تسمية السلوك هذا وأدركى أن في هذه المرة غمرك مرض الوسواس القهري، ذكرى نفسك أنه: \"أنا لم أتصور الله لأنى اسعى لذلك ، ولكن تصورته بسبب مرض الوسواس القهري، لقد تغلب علي مرض الوسواس القهري في هذه الجولة، ولكن في المرة القادمة سأنتظر مدة أطول،\" وبهذه الطريقة يمكن الاستفادة من ذات الاستجابة لاحتوائها على علاج سلوكي، من المهم جدا إدراك هذه الحقيقة، إعادة تسمية هذا الإلحاح على أنه إلحاح يعتبر نوع من العلاج السلوكي، وهو أفضل بكثير من الاستجابة للإلحاح من غير أن تقومى بتسجيل فكرة ذهنية عن ماهيتها.
الهدف من الخطوات الثلاث المتقدمة هو استخدام علمك بمرض الوسواس القهري – كحالة مرضية سببها خلل كيمياحيوي في المخ – لمساعدتك في التوضيح أن هذا الشعور ليس كما يبدو ولأن ترفض أن تأخذ الوساوس والإلحاحات مأخذ الجد، ولكي تتجنب القيام بالطقوس الاضطرارية، ولكي تركزى على عادات بناءة. بإمكانك فهم خطوتا إعادة التسمية وإعادة النسبة على أنهما مجهود جماعي يعمل صفا إلى صف مع إعادة التركيز، مجموع الجهود في الخطوات الثلاث هذه هو أكثر من عملها كل على انفراد، عمليتا إعادة التسمية وإعادة النسبة يزيدان من كثافة التعلم أثناء الجهد المبذول في عملية التركيز، ونتيجة لذلك ستبدأى بعادة تقييم هذه الوساوس والإلحاحات على أنها - وقبل العلاج - كانت وبلا تردد تدفعك إلى هذه التصورات، ولكن بعد ممارسة ملائمة للخطوات الثلاث السابقة ستكونى قادرة مع الوقت لأن تعطي قيمة أصغر بكثير لوساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري.
سنفرض أنفسنا كمراقبين لتصرفاتنا الشخصية، وإبقاء وجهة نظر المراقب المحايد في العقل بشكل واضح – وهو نفس فكرة الإدراك الواعي – يتطلب مجهود كبير، خصوصا في ظل ظروف مؤلمة، ويتطلب \"جهد مضني كلي.\" الجهد الكبير ا لابد أن تقومي به في الخطوات الأربع، لابد للمصابين بمرض الوسواس القهري أن يجهدوا أنفسهم في العمل لإدارة الوساوس التي سببها البيولوجيا والتي تتطفل في العقل، لابد لك من العمل للوصول إلى وعي المراقب المحايد، أو النفس المراقبة من الداخل، والتي تعطيك الطاقة لدفع الرغبات الملحة المرضية إلى أن تبدأ بالذبول، لابد لك من استخدام علمك في أن أعراض مرض الوسواس القهري ليست إلا إشارات لا معنى لها وهي رسالات زائفة تنطلق من المخ، وذلك حتى تستطيعي إعادة التركيز ومن ثم تنقلي التوجيه، لابد لك من أن تجمعي موارد عقلك، مع إبقاء فكرة \"لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري، لست أنا السبب إنه دماغي.\"
صحيح أنه لا تستطيعي أن تغيري مشاعرك في البداية، ولكنك تستطيعي أن تغيري من سلوكك، وبتغيير سلوكك ستلاحظي أن مشاعرك ستتغير مع الوقت، الحرب كلها تتلخص في هذه الفكرة: \"من المتحكم هنا أنت أم مرض الوسواس القهري؟\" حتى لو يغمرك وتستسلمي وتستجيبي للإلحاح لابد من إدراك أنه ليس إلا مرض الوسواس القهري، واتخذي عهدا أنك ستجاهدي بضراوة في المرة القادمة.
العمل بقاعدة الـ 15 دقيقة بشكل مستمر وإعادة التركيز على سلوك آخر سيفعل خطوة إعادة التقييم، وهي أنك ستدركي أنه لا معنى للاهتمام بالوسواس وأن لا تأخذي الإلحاح مأخذ الجد، متذكرة أن السبب هو الوسواس القهري وأن سببه حالة مرضية، والنتيجة أنك ستقيمي مرض الوسواس القهري بقيمة أصغر أو أنك لن تضعي أي قيمة لشعور مرض الوسواس القهري، بالنسبة للوساوس لابد لك من إعادة التقييم بشكل أكثر فاعلية.
نقطتان أوليتان ستساعدناك في الخطوة الثانية وهي إعادة النسبة، وهما \"توقع\" و\"تقبل\"، عندما تستخدمي هاتان النقطتان ستقومي بإعادة تقييم نشطة، فالتوقع يعني: كوني جاهزةواعلمي أن الشعور سيأتي، لذلك كوني مستعدة له، لا يأخذك الوسواس على حين غرة، و\"تقبلي\" يعني أن لا تصرفي من طاقاتك في التهجم على نفسك لأنك تفكري في هذا النوع من الأفكار، أنت تعلمي سببها وأنت تعلمي أنه لابد لك من أن تعملي من حولها، فمهما كان محتوى أفكارك، سواء أكانت عنيفة أو جنسية أو أنها تبدي نفسها بعشرات الطرق الأخرى، فأنت تعلمي أنها من الممكن أن تأتي لك مئات المرات في اليوم الواحد، لابد لك من أن تتوقفي عن الانفعال في كل مرة وكأنها فكرة جديدة أو أنها شيء لم يكن متوقعا، أرفضي أن تجعليها تهزك في الداخل، وأرفضي أن تجعلك تتضايق dمن نفسك، باستعدادك للوسواسك بإمكانك أن تتعرفي عليه في اللحظة التي يحضر إليك، وبذلك يمكنك أن تعيدي تسميته مباشرة، وفي نفس الوقت - وبشكل نشط فكريا - ستقومي بإعادة تقييم الوسواس.
عندما يأتي الوسواس ستكوني جاهزة، ستكوني على أتم الاستعداد وستعلمي بوجوده، وستقولي لنفسك: \"إنه مجرد وسواسي الغبي، ليس له أي معنى، إنه مجرد دماغي، لا داعي للاهتمام به.\" تذكري أنك لا تستطيعي أن تجعلي الفكرة تختفي، ولكن لا داعي للاهتمام بها، بإمكانك أن تتعلمي أن تستمري في طريقك للسلوك التالي، ولا داعي للتدقيق في تلك الفكرة، تقدمي إلى الأمام، ههنا تتدخل النقطة الثانية – تقبل – فكري بجرس الإنذار في المحمول والذي يقوم بإزعاجك، لا تدققي فيه، لا تقولي: \"لا أستطيع أن أفعل شيئا حتى يتوقف جرس الإنذار عن العمل،\" بكل بساطة تغاضى عن الصوت وأكملي طريقك، لقد تعلمتي في الخطوة الثانية أن الوساوس المزعجة سببها مرض الوسواس القهري، ولها علاقة باختلال كيمياحيوي في المخ، ففي نقطة التقبل - الملازمة لإعادة النسبة - ستبدأي بإدراكك لهذه الحقيقة بشكل عميق جدا، وربما ستبدأي بملاحظة هذه الحقيقة بشكل روحي.
لا تتضايقي من نفسك، ليس من المنطقي أن تنتقدي الدواعي الداخلية لمجرد وجود خلل في المخ، بتقبلك للواقع أن الوساوس الملحة موجودة رغما عنك وليس بسببك سيكون بإمكانك أن تخففي من وطأة التوتر المتسببة من تكرار هذه الوساوس، دائما أبق في رأسك الفكرة أنه: \"لست أنا السبب، إنه مرض الوسواس القهري، لست أنا السبب أنه مجرد دماغي، \" لا تصارعي نفسك لتجعلي الفكرة تغادر، لأنه في المدى القصير الفكرة لن تغادر، والأهم من ذلك لا تتأملي أو تتخيلي العواقب الوخيمة التي تأتي من العمل بوسواس سيئ، أنت لن تقومي بذلك العمل لأنك في الحقيقة لا تريدي ذلك، دعك من النقد السلبي الهدام الذي تقارني فيه نفسك مع الناس الذين يفكرون بهذا النوع من الأفكار الشاذة.

بالنسبة للأفكار الشاذة، من الممكن تتحول قاعدة الـ 15 دقيقة إلى قاعدة الدقيقة الواحدة، أو حتى قاعدة الـ ثانية، لا داعي للتدقيق في الفكرة حتى لو أنها تبقى في ذهنك، بإمكانك أن تكمل الطريق، في الحقيقة لابد لك من انتقال للفكرة التي تليها والسلوك الذي يليه، بهذا تكون خطوة إعادة التركيز وكأنها فن قتالي، الوسواس والإلحاح شيئان قويان ولكنهما في الحقيقة غبيتان، إذا جابهتهما وجها لوجه واصطدمت بكامل قوتيهما محاولا أن تطردهما من ذهنك ستتغلبان عليك في كل مرة، لابد لك من أن تتنحى جانبا للعمل من حوالهما ثم تنطلق للسلوك التالي، أنت تتعلم كيف تجعل ذكائك قريبا منك في مقابل عدو قوي، والدرس هنا يتعدى التغلب على مرض الوسواس القهري، فباتخذاك زمام الأمر في تصرفاتك ستأخذ زمام أمر عقلك وكذلك ستأخذ زمام حياتك.

النهاية: هيه كلمة الأهداف لكل مصاب بمرض الوسواس القهري: \"نحن المصابين بمرض الوسواس القهري، لابد لنا أن نتعلم كيف ندرب عقولنا لألا نأخذ المشاعر المتطفلة مأخذ الجد، لابد أن نتعلم أن هذه المشاعر تخدعنا، سنقوم بتغيير استجابتنا للمشاعر هذه وسنقومها بشكل تدريجي ومعتدل، وبهذا سنحصل على نظرات جديدة في للحقيقة، وسنتعلم أنه حتى المشاعر الملحة المتطفلة ستكون انتقالية وليست لها دوام، إنها ستبدأ بالتقلص لو لم نستجب لها، وبالطبع إننا دائما نتذكر أن هذه المشاعر تزداد حدة وتغمرنا لما نستسلم لها، لابد لنا أن نعرف الوساوس هذه على حقيقتها ثم نقاومها، في طريقنا أثناء العمل على الخطوات الأربع للعلاج السلوكي الذاتي نحن نضع القواعد لفرض سيادة على أنفسنا بكل ما تعنيه من معاني، وذلك خلال المقاومة البناءة لأعراض وساوس وإلحاحات مرض الوسواس القهري، نحن نزيد من ثقتنا بأنفسنا، ونحس بطعم الحرية، ستتحسن قدرتنا لاتخاذ قرارات قمنا باختيارها بأنفسنا، وذلك بفهمنا هذه الطريقة والتي نقوي أنفسنا لمحاربة مرض الوسواس القهري باستخدامها، وتقديرنا للتحكم الذي نحوز عليه عن طريق تدريب العقل على التغلب على الإلحاحات والاستجابات الأوتوماتيكية للأفكار والمشاعر المتطفلة نحن نحصل على إدراك عميق في الطريقة التي تمكننا من استعادة حياتنا،\".
الإبن العزيز
ما تعاني منه هو شكل من أشكال قلق المخاوف، وقلق المخاوف له عدة أنواع، ومنها ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، والذي تعاني منه هو رهاب اجتماعي ظرفي من الدرجة البسيطة، الرهاب الاجتماعي ليس ضعفا في الشخصية، بل هو تجربة سلبية اكتسبتها قد تكون في الصغر، أو يكون الإنسان قد تعرض لموقف فيه شيء من التخويف، ولم يعره اهتماماً في لحظته.
وما هو متعلم يمكن أن يتم إسقاطه ومحوه تماماً من خلال التعليم المعاكس، والتعليم المعاكس في حالة الخوف، يعني أن لا يخاف الإنسان من الأمور التي لا تستحق الخوف، وهذا يتأتى من خلال تصحيح المفاهيم، مثلاً الرهبة التي تأتيك عند مقابلة الناس ، لماذا لا تنظر إلى الناس كما تنظر الى نفسك ؟! وكذلك ليس هنالك ما يميزهم عنك أبداً .
يجب أن لا نعظم الناس ونعطيهم هيبة كبيرة في هذه المواقف، نعم نحترم ونقدر وهذا من الأدب الجم، ولكن في نهاية الأمر يجب تصحيح مفاهيمك، وفي نفس الوقت أؤكد لك حقيقة أن معظم سمات الخوف الاجتماعية التي تتمثل في الشعور بالرهبة والخوف وربما التلعثم والرجفة وتسارع في ضربات القلب هي كلها مشاعر مبالغ فيها وليست صحيحة، ما عدا تسارع ضربات القلب، لأنه يأتي من خلال عملية فسيولوجية ناتجة من زيادة في إفراد مادة تعرف باسم الأدرينالين ووظيفة هذه المادة هي أن تحضر الجسم بأعضاء المختلفة للتحفز لمواجهة الموقف.
وهنالك مواقف تستحق أن يتحفز الجسم لمواجهتها عند الحروب مثلاً لكن قطعاً في المواجهات الاجتماعية العادية ليس الإنسان في حالة حرب، يجب أن يكون متحفزاً ومهيأ ومركزاً، ولكن ليس بالدرجة التي تجعله ينهار ويفقد مقدراته، إذن تصحيح المفاهيم مهم جداً.
ولا أنصحك بتغيير تخصصك ، بل غيري من جرى هذه الوساوس ، وتعلمي كيف تمرريها دون أن تترك أثرا سلبيا عليك.
للتواصل وحجز موعد عبر الواتزآب (WhatsAppمع البروفيسور / عبد الله السبيعي
هاتف: 0555018730


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire